============================================================
فكان لا يدخل أحد مصر من العلماء الغرباء عنها، إلا ويتلقاه الطحاوي، ويأخذ عنه، ومن ثم اجتمع للطحاوي من الشيوخ الذين أخذ عنهم قل آن يجتمع لغيره من معاصريه، قال القرشي (775ه): لاوسمع الحديث من خلق من المصريين، والغرباء القادمين إلى مصر.. وتصانيفه تطفح بذكر شيوخه، وجمع بعضهم مشايخه في جزء"(1).
ويبسط الكوثري القول في هذا بقوله: "من اطلع على تراجم شيوخ الطحاوي علم آن بينهم. مصريين، ومغاربة، ويمنيين، وبصريين، وكوفيين وحجازيين، وشاميين، وخراسانيين، ومن سائر الأقطار فتلقى منهم ما عندهم من الأخبار والاثار، وقد تنقل في البلدان المصرية وغير المصرية لتحمل ما عند شيوخ الرواية فيها من الحديث وسائر العلوم، وكان شديد الملازمة لكل قادم إلى مصر من أهل العلم من شتى الأقطار حتى جمع إلى علمه ما عندهم من العلوم... وكان يتردد إلى القضاة الواردين إلى مصر يستقي ما عندهم من العلوم.."(2).
وقد جمع الشيخ الكاندهلوي (2) في مقدمة شرحه (لمعاني الاثار): (أماني الأحبار) أسماء الشيوخ الذين روى عنهم الطحاوي في (معاني الاثار، ومشكل (1) الجواهر المضية، 275/1.
(2) الحاوي، ص20.
(3) هو محمد يوسف ابن الشيخ محمد إلياس (1335 1384ه) نشأ الشيخ بدهلي، وتلقى علومه بمدرسة (مظاهر العلوم بسهارنيور) وخلف أباه الشيخ محمد إلياس (مؤسس جماعة التبليغ) في الدعوة والتبليغ وقام برحلات كثيرة في سبيل تعميم عمل الدعوة. وله من التآليف: (حياة الصحابة)، (أماني الأحبار) شرح معاني الاثار، وصل الى اخر العبادات في أربع مجلدات ضخمة، بالطبعة الحجرية بالهند.
انظر ترجمته: بمقدمة (حياة الصحابة) بقلم الأستاذ سعيد الأعظمي الندوي، تحقيق: نايف العباس، محمد علي دولة، (دمشق: دار القلم ط 3، 1405ها.
19
صفحہ 29