251

قال : فمن عجيب الاتفاق أنه لم يبرح البدر في ساعته حتى كسف.

** ومما وقع :

أن يزيد بن معاوية كان مغرما بشرب الخمر وكان والده ينهاه وهو لا يرجع ، فغضب والده منه وأقسم إن لم يرجع عن شرب الخمر نكل [به] (1)، فحلف لأبيه أن لا يشربها ما بقي.

ثم أن معاوية وكل به من يراقبه سرا فبلغه أنه (2) جالس يشرب ليلا ، فجاء معاوية للباب منفردا فوجد (3) الباب مغلقا فتسور الحائط ، وهم بالهجوم عليه فسمعه ينشد هذه الأبيات :

ألا إن أهنأ العيش ما سمحت به

صروف الليالي والحوادث نوم

قال : فلما سمعه معاوية رجع (4)، وقال : والله لا أكون من الحوادث المنكدة في الليلة هذه على ولدي ، وعاد إلى مرقده.

** ومما وقع أيضا من غريب الاتفاق :

ومن غريب الاتفاق أن شخصا كان يهوى مليحا يدعى ببدر الدين ، فقد رآه توفي نهار ثالث عشر في الشهر ، فلما دفن وعاد صاحبه إلى منزله ومضى النهار ، وطلع البدر ، فلما رآه ذكر محبوبه فقال مخاطبا للبدر / بهذه الأبيات :

سميك غيب في لحده

وتطلع يا بدر من بعده

فلم يلبث البدر حتى كسف من ليلته ، وهذا من غريب الاتفاق.

** حكاية :

ومما وقع للواقدي مع عبد الله المأمون : أنه رفع له قصة يشكو فيها كثرة ديون أثقله حملها ، وعجز عن القيام بوفاء بعضها.

فقال له أمير [المؤمنين] على ظهرها : إنك رجل اجتمع فيك الحياء والسخاء ، فالسخاء أذهب مالك ، والحياء منعك أن تعرفنا حالك. وقد أمرت لك بمائة ألف درهم ،

صفحہ 260