أوقفني في الإدراك وقال لي قف بين يدي ترى العلم وترى طريق العلم . وقال لي العلم طرقات تنفذ إلى حقائق العلم ، وحقائق العلم عزائمه ، وعزائم العلم مبلغه ، ومبلغ العلم مطلعه ، ومطلع العلم حده ، وحد العلم موقفه . وقال لي هذا صفة علمك كله وما هو صفة أعمالك كلها . وقال لي لن تحيط بصفة كلية من شيء فتلك لي ولإحاطتي . وقال لي كل ما عملت بعلم أسفر لك عن صفة من صفاته . وقال لي العلم وطرقاته وصف من أوصاف المعرفة ، والأعلام في العلم ليس في المعرفة أعلام . وقال لي العلم كله طرقات ، طريق عمل طريق فطنة طريق فكره طريق تدبر الطريق طريق تعلم طريق تفهم طريق إدراك طريق تذكرة طريق تبصرة طريق تنفذ طريق توقف طريق مؤتلفة طريق مختلفة . وقال لي ما إلى المعرفة طريق ولا طرقات ولا فيها طريق ولا طرقات . وقال لي المعرفة مستقر الغايات وهي منتهى النهايات . وقال لي الغايات غاياتك والنهايات نهاياتك والمستقرات مستقراتك والطرقات طرقاتك . وقال لي إذا كنت من أهل المعرفة فلا خروج من المعرفة إلا إلى المعرفة ولا طريق في المعرفة ولا إلى المعرفة ولا من المعرفة . وقال لي إذا استقررت في المعرفة كشفت لك عين اليقين بي فشهدتني فغابت المعرفة وغبت عنك وعن حكم المعرفة ، لا غيبة ذهاب عن معرفة ولا غيبة ذهاب عن عارف بل غيبة ذهاب عن حكم معرفة وغيبة ذهاب عن حكم عارف ، فإذا استقررت لك فلا تحكم عليك المعرفة إنما أنا أحكم ، ولا بحكمها تكون إنما بحكمي تكون . وقال لي إذا لم تحكم عليك المعرفة ولن تكن بحكمها أدركت مبلغ العلم ، وإذا أدركت مبلغ العلم قمت بحجتي في كل شيء وعلى كل شيء . وقال لي إذا أدركت مبلغ العلم وجب عليك النطق به فانتظر إذني لك به لتنطق عني فتخبر عني فتكون من سفرائي . وقال لي إن نطقت عن الوجود فلم تنتظر إذني نطقت عن العلم فأخبرت عن العلم فكنت سفيرا للعلم فعارضك العلم فلك تستطع رد العلم لأنه يعارضك من عنه نطقت وبلسان من ألسنته أخبرت . وقال لي علامة إذني لك في النطق أن تشهد غضبي إن صمت وتشهد زوال غضبي إن نطقت . وقال لي ليس الأذن أن تشهد ولايتي إن نطقت لأنك إذا شهدت والولاية نطقت عن ألسنة الترغيب والسعة ، فملت بالرغبة وأملت وسكنت بالسعة وأسكنت . وقال لي علامة رؤيتك لغضبي إن صمت ألا تبالي ما ذهب منك في وما بقي . وقال لي علامة ذلك فيك أن ترضى به حتى تلتقي . وقال لي إذا لم تبالي ببطنك لم تبالي ما ذهب منك في وما بقي ، فإن لم تبال بأهلك ولا ولدك رضيت به إلى أن تلتقي . |
صفحہ 218