أوقفني وقال لي قل لليل إلا أصبح لن تعود من بعد بأنني أطلع الشمس من لدن غابت عن الأرض وأحبسها أن تسير وتحرق ما كان يستظل بك وينبت نباتا لا ماء فيه ، وأبدو من كل ناحية فأرعى البهائم نبتك ويطول النبت ويحسن وتنفتح عيونه ويروني وأحتج فيكتبون حجتي بإيمانهم ، ويفرق الجبل الشاهق من قعره بعد أن كانت المياه في أعلاه وهو لا يشرب ، وأخفض قعر الماء وأمد الهاجرة ولا أعقبها بالزوال ، هنالك يجتمعون وأكفئ الأواني كلها ، وترى الطائر يسرح في وكره وترى المستريح يشتري السهر بالنوم ويفتدي الحرب بالدعة . وقال لي قل للباسطة الممدودة تأهبي لحكمك وتزيني لمقامك واستري وجهك بما يشف وصاحبي من يسترك بوجهه ، فأنت وجهي الطالع من كل وجه فاتخذي إيمانا لعهدك ، فإذا خرجت فدخلي إلي حتى أقبل بين عينيك وأسر إليك ما لا ينبغي أن يعلمه سواك وأخرج معك إلى الطريق وترين أصحابك كأنهم قلوب بلا أجسام ، وإذا استويت على الطريق فقفي فهو قصدك ، كذلك يقول الرب أخرجي يمينك وأنصبي بها علمك ولا تنامي ولا تستيقظي حتى آتيك . يا عبد قف لي فأنت جسري وأنت مدرجة ذكري عليك أعبر إلى أصحابي وقد نصبتك وألقيت عليك الكنف من الريح وأريد أن أخرج علمي الذي لم يخرج فأجنده جندا جندا ويعبرون عليك ويقفون فيما يليك من دون الطريق ، وأبدو ولا تدري من أين آمن قبلهم على مدرجتهم ، فإذا رأيتني سرت وساروا ونصبتك على يدي فمر كل شيء وراءك فمن عبر عليك تلقيته وحملته ومن جاز عنك هلك الهلاك كله . يا عبد قف في الناموس فقد أوقفتك ، وثب إلى ثأر همك كما وثب السبع إلى فريسته على السغب ، وقم فأدرك بي ما تطلب واطلبني بقيوميتي فيما تدرك فمن رآني رأى ما لا يظهر ولا يستتر . يا عبد آن أوانك فاجمع لي عصبي إليك واكنز كنوزي بمفاتحي التي آتيتك واشدد واشتد فقد أشرفت على أشدك واظهر بين يدي بما أظهرك فيه واذكرني بنعمتي الرحيمة من تذكرني عنده . كذلك يقول الرب إني طالع على الأفنية أتبسم ويجتمعون إلي ويستنصرني الضعيف ويتوكلون كلهم علي وأخرج نوري يمشي بينهم يسلمون عليه ويسلم عليهم فلتنتبهين أيتها النائمة إلى قيامك ولتقومين أيتها القائمة إلى إمامك فارجمي الدور بنجومك واثبتي القطب بأصبعك والبسي رهبانية الحق ولا تنتقبي ، إنما الحكم لك وعود البركة بيمينك ، فذلك أريد وأنا أريد على ذلك شهيد ، تلك أنوار الله أفمن يستضيء بنوره إلا بإذنه ، ذلك هو الحق ونبأ لا تنبئك به الظنون وما يجادل به إلا الجاهلون . كذلك يقول الرب أقبل ولا تراجع وأنظم لك القلادة وأخرج يدي إلى الأرض ويروني معك وأمامك فابرزي من خدرك فإنني أطلع عليك الشمس وخذي عاقبتك بيمينك واشتدي كالرياح وتدرعي بالرحمة السابقة ولا تنامين فقد أطلعت فجرك وقرب الصباح منك ذلك من آيات ربك وذلك لنزول عيسى بن مريم من السماء إلى الأرض وأوان قريب يبشر به وإمارة للذين أوتوا العلم وهدى يهدى به الله إليه ويستنقذ كثيرا يجهلون . كذلك يقول الرب إنما أخبرتك لظهور الأبد فاكشفي البراقع عن وجهك واركبي الدابة السياحة على الأرض وارفعي قواعدي المدروسة واحمليهم إلي على يديك من وافقك على اليمين ومن خالفك من الشمال وابتهجي أيتها المحزونة وتفسحي أيتها المكنونة وتشمري أثوابك وارفعي إزارك على عاتقك ، إني أنتظرك على كل فج فانبسطي كالبر والبحر وارتفعي كالسماء المرتفعة ، فإني أرسل النار بين يديك ولا تدر ولا تستقر ، إن في ذلك لأية تظهر كلمة الله فيظهر الله وليه في الأرض يتخذ أولياء الله أولياء ، يبايع له المؤمنون بمكة ، أولئك أحباء الله ينصرهم الله وينصرونه وأولئك هم المستحفظون عدة من شهدوا بدرا يعملون ويصدقون ثلثمائة وثلاثة عشر أولئك هم الظاهرون كذلكأوقفني الرب وقال لي قل للشمس أيتها المكتوبة بقلم الرب أخرجي وجهك وابسطي من أعطافك وسيري حيث ترين فرحك على همك وأرسلي القمر بين يديك ولتحدق بك النجوم الثابتة وسيري تحت السحاب واطلعي على قعور المياه ولا تغربي في المغرب ولا تطلعي في المشرق وقفي للظل ، إنما أنت مرحمة الرب وقدسه يرسلك على من يشاء ، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ، كذلك ينزل الله الوحي ، فانقلي أيتها الثاوية واطمأني أيتها المتوارية فقد ألقيت الأزمة وقدم الرب بين يديك نجواه . كذلك يقول الرب أطلعي أيتها الشمس المضيئة فقد سلخت الليل وانبسطي على كل شيء ينبت الزرع وتأتى كل شجرة أكلها بإذن ربها ويخرج إليك اليتيم فيطول ويجتمع إليك الدعاة وترين نوري كيف يزهر ، فخذي أهبتك أيتها الخارجة وتزودي للسفر ، إنما أنت نور الرب قال له الرب لتقيم للناس حكما عادلا تثبتهم ، وتركن إليك قلوب المؤمنين ويقوى الضعفاء بك فيدافعون عن أنفسهم ما يخافون . أيتها النائمة هلمي فاستيقظي وابشري فقد أنزلت المائدة ونبعت عليها عيون الطعام والشراب وسوف يأتونك فيروني عن يمينك وشمالك ويكونون أعوانك ويغلبون لأن الذي يقاتلهم يقاتلني وأنا الغلوب ، وانفسحي يا محصورة فقد أطلق أسرك وفتحت الأبواب عليك ، فتزيني وزيني الشعوب لبهائي فقد أذهب عنك الحزن ولملأت قلبك بالفرح ، وسوف يصطفون صفا واحدا القدومي وأقدم بغتة ، فلا تدهشين ولا تتحيرين فلست أغيب بعد هذه إلا مرة ، ثم أظهر ولا أغيب وترين أوليائي والقدماء يقيمون ويفرحون . وقال لي حان حيني وأزف ميقات ظهوري وسوف أبدو ويجتمع إلي الضعفاء ويقوون بقوتي وأطعمهم أنا وأسقيهم وترى شكرهم لي ، فقم يا نائم ونم يا قائم فقد جعلت المصيبة أثر العزاء وأنزلت هداي ونوري وعامودي وآياتي . وقال لي أنصب لي الأسرة وأفرش لي الأرض بالعمارة وأرفع الستور المسبلة لموافاتي ، فإني أخرج وأصحابي معي وأرفع صوتي وتأتي الدعاة فيسترعوني فأحفظهم ، وتنزل البركة تنبت شجرة الغنى في الأرض ويكون حكمي وحدي ، ذلك على المعيار يكون وذلك الذي أريد .
صفحہ 216