لسلطاني وهن غير مسلطنات ، هنالك إذا وقف في يوم الجمع صحبته في الأهوال ، كما صحبني من وراء الاستار إليه ثبتا في الزلزال ، فتثبت بي على كل حال . يا عبد من أجار نعمائي من كفر نفسه ، وأجار معارفي من ميلان جهله ، وأجار ذكرى إذا ذكرني من غلبات طبعه ، هو المتخذ لدي عهدا بنجاته ، وهو المجار لدي غدا بأكرم مثاباته . يا عبد إنما يتصل بي ولا وصل بي من ذهب عن جعلي الذي لا أذهبه . يا عبد لا يرتفع الضد أو يرتفع الأجل ولا يرتفع الأجل أو ترتفع الغيبة . يا عبد من لم يرني فلا علمه نفع ، ولا جهله ارتفع . يا عبد لا ترد تحتجب بالملائمة أو بالمنافاة فما حجبك شيء ولا أوصلك شيء ، أنا الحاجب وأنا الموصل ، فالوصف والصفة في مجعول ما أظهرت طرقات فمن وصل بها فإليها وصل ومن احتجب بها فعنها ما احتجب . يا عبد من عرفني بي عرفني معرفة لا تنكر بعدها أبدا . يا عبد إن فتحت لك فاتحة من ذكرى أغنتك عن كل شيء وقامت بك في كل شيء فلم تفتقر إلى شيء فقر المستغنى بوجوده ، ولم تطمئن به طمأنينة المنتهى إليه . يا عبد ذكرى لك هو تعرفي إليك ، وفاتحة ذكرى لك هي المعرفة . يا عبد من لم أتعرف إليه لا يعرفني ، ومن لم يعرفني لم أسمع منه . يا عبد إذا رأيتني أصرف عنك السوى ولا أصرفك عنه فسل عني العالم والجاهل وأسلك إلي الأمن والخطر . يا عبد إذا رأيتني أصرفك عن السوى ولا أصرفه عنك ففر إلي من فتنتي واستعذ بي من مكري . يا عبد قل للعبيد لو رأيتموه يقبض ويبسط لبرئتم من أنسابكم ولعريتم من أحسابكم . يا عبد لا وعزة الفردانية وفردانية العزة ما أقبض إلا بما به أبسط ولا أبسط إلا بما به أقبض ، ولو بسطت بي ما استعبدت ، ولو قبضت بي ما عرفت . يا عبد قل للعبيد لو عرفتموه وأنكرتموه ، ولو أنكرتم سواه عرفتموه . يا عبد من أثبته في المعرفة بواسطة محوته بها عن حقيقتها فعرف ما انتهى ، فكان بي فيما أقر بالسوى فيما تحقق . يا عبد لا كلطف اللطف أثبت سوى ولا سوى ، ولا كعز العز أفنى عن السوى فيما أشهد سوى . يا عبد إن آتيتك نطقا فللحكمة ، وإن آتيتك صمتا فللعبرة . يا عبد لا يقوم لي شيء ، ويقوم بي كل شيء . يا عبد رأيت العلم وأعرضت عنه أعرضت عن سوى وإن كان رضا . يا عبد أنا الراحم فلا تسبق رحمتي ذنوب المذنبين ، وأنا العظيم فلا تستولي على معرفتي أجرام المجرمين . يا عبد أنا الرؤوف فلا يحيط برأفتي إعراض المعرضين ، وأنا العواد بالجميل فلا يصرفني عنه غفلات الغافلين . يا عبد أنا المحسن فلا يحجب إحساني إنكار المنكرين ، وأنا المنعم فلا يقطع نعمتي لهو اللاهين . | يا عبد أنا المنان ما مني لأجل شكر الشاكرين ، وأنا الوهاب فلا يسلب موهبتي جحود الجاحدين . | يا عبد أنا القريب فلا تعرف قربي معارف العارفين ، وأنا البعيد فما تدرك بعدي علوم العالمين . يا عبد أنا الدائم فلا تخبر عني الآباد ، وأنا الواحد فلا تشبهني الأعداد . يا عبد أنا الظاهر فلا تراني العيون ، وأنا الباطن فلا تطيف بي الظنون . يا عبد أنا الودود فلا ينصرف وجهي ما انصرفت ، وأنا الغفور فلا ينتظر عفوي ما اعتذرت . يا عبد أنا الوهاب فلا أسلب ما وهبت ، وأنا المنيل فلا أسترد ما أنلت . يا عبد أنا المديل فلا يدل ما أدللت ، وأنا المزيل فلا يستقر ما أزلت . | يا عبد أنا المجيل فلا يثبت ما أجلت ، وأنا المهيل فلا يطمئن ما أهلت . يا عبد أنا المميل فلا يستقيم ما أملت ، وأنا المقيل فلا ينصرع ما أقلت . يا عبد كل شيء يطلبه ما منه ، وأنا الفرد المنفرد ، لا أنا من شيء فيطلبني ، ولا أنا بشيء فيتخصص بي .
صفحہ 212