مخاطبة 44
يا عبد قل أحضرني ربي بين يديه وأحضر كل شيء بين يدي وقال لي هو بي وأنا من ورائه وأنت بي وأنا من ورائك ولك أظهرته كله فإن وقفت بيني وبينه إجلالا لعظمتي وهيبة لاستيلائي وكبريائي وقفته بيت يديك وأوقفته على سبلك فشف فرأيتني من ورائه أين نظرت إليه فقفه على ما أظهرته ووفه عند محلة الذي وفيته ووله ظهرك وولني عينك ووجهك وقل عني لقلبك فهو يعرف خطابي أنا في كل قلب أقلبه على آثره وأسأله عن خبره وأكشف له عني فيعلم أني ويقول لي جهرة على علم غطني عنك فأحتجب عنه فلا يصبر عني يريد أن يراني ويكون الحكم له وحكمي هو الغالب وأنا ربه وهو عبدي إن سرى إلي وجدني وإن طلبني أتيته كأني أحتجب وأسفر على مراده بل أعلمته فهو يعلم أني على ذلك وضعته وله صنعته وفطرته وبه جبلته وفيه أثبته وفيما أثبته أشهدته وفيما أشهدته عرفته أنا له خير منه له إن نسيني ذكرته كأنني أبني بذكره عزة وإن أعرض عني أقبلت عليه كأنني آنس به من وحشة .
مخاطبة 45
صفحہ 200