مهربو كتب تمبكتو
مهربو كتب تمبكتو: السعي للوصول إلى المدينة التاريخية والسباق من
اصناف
في يوم الجمعة، الموافق الأول من فبراير، وصلت إلى جني عشرة قوارب أخرى تحمل 150 صندوقا إضافيا؛ أنزل 157 صندوقا آخر في اليوم التالي.
في يوم الخميس، الموافق السابع من فبراير، في الساعة الثامنة وثلاث عشرة دقيقة صباحا، أرسل حيدرة إلى جيتاري رسالة بريد إلكتروني تحمل خبر وصول الشحنة الأخيرة. «أود فقط أن أبلغك بأن القوارب الأخيرة وصلت للتو إلى جني. هذه الرحلة هي تتمة نقل 922 صندوقا إلى جني عبر النهر. ستصلك قريبا صور عمليات الوصول الأولى لصناديق المخطوطات إلى باماكو. تحياتي!»
كان يبدو أن مهمة حيدرة الجبارة لإنقاذ مخطوطات تمبكتو قد اكتملت أخيرا.
الفصل الثامن عشر
حمى المخطوطات
1967-2003
بعد اكتشاف كتب تأريخ تمبكتو وترجمتها، بدأت قصة المدينة الأسطورية تختفي في النصف الأخير من القرن العشرين. ومع أنه كان لا يزال من السهل أن تجد أكاديميين يكتبون عن الحملات الاستكشافية المالية إلى أمريكا، أو عن الخمسة والعشرين ألف طالب الذين كانوا يدرسون بجامعة تمبكتو أثناء العصور الوسطى السودانية، فإن مجموعة قليلة، ولكنها كانت آخذة في التزايد، من المتخصصين في الدراسات الأفريقية كانت تفتت شيئا فشيئا الأساطير أملا في إخراج حقيقة موضوعية. ففي نهاية الأمر كان التاريخ رائعا بما يكفي، ولا يتطلب المزيد من التنميق. ما كان متبقيا - «القصة الشائعة»، الرواية المألوفة لقصة تمبكتو والسونجاي - كان يستند على كتب سرد الوقائع التاريخية وعلى قوائم ملوك سونجاي التي أوردتها، من سلالة زا إلى الأسكيين عبر سني علي كولون وخلفائه. هذه التفاصيل كانت حقائق، وهو ما كان من الممكن للمؤرخين أن يتفقوا عليه إلى حد بعيد.
قرب نهاية عام 1967، نظمت منظمة اليونسكو ملتقى للخبراء حول مخطوطات غرب أفريقيا في تمبكتو، في دولة مالي المستقلة حديثا. من بين الضيوف كان الرجل الذي سيعرف بعميد خبراء مخطوطات تمبكتو، وهو جون هنويك. أوصى الملتقى - وهو ما كان من وجهة نظر هنويك «أكثر قليلا من مجرد أمل خادع» - بإقامة معهد أبحاث في تمبكتو لجمع وحفظ التراث الإسلامي للمنطقة. بل إنه اقترح اسم له: مركز أحمد بابا. في غضون عشر سنوات، كان هذا المعهد قد تأسس، وهو ما كان بمنزلة مفاجأة لهنويك. كانت مالي الآن تمتلك برنامجها المعترف به دوليا والمكرس للبحث في ماضي المنطقة من خلال وثائقها.
بحلول عام 1992، عندما عاد هنويك للتفتيش عن نسخ من كتاب «تاريخ السودان» من أجل ترجمة إنجليزية جديدة كان بصدد إعدادها، كان المعهد قد أحرز المزيد من التقدم: كان الآن يفتخر بأنه يضم إدارة لترميم المخطوطات وقسما يمكن فيه تحويل الأعمال إلى ميكروفيش. وكان يمتلك أيضا عددا متزايدا من الوثائق - أكثر من 6300 وثيقة - بالإضافة إلى مكتبة صغيرة للأعمال المطبوعة. كتب هنويك أنه يجد أن «من الصعب إعطاء صورة منصفة عن ثراء المجموعة.» كان معظم العناصر لمؤلفين محليين ويندرج تحت تصنيفين واسعين: عناصر ذات طابع «أدبي»، وتشمل الدراسات الدينية، وكتب تسجيل الوقائع التاريخية، والقصائد؛ وعناصر ذات طابع «وثائقي» وتشمل خطابات، ووثائق قانونية، ومخطوطات متعلقة باستئجار منازل، وجداول ميراث، وملكية أراض، وما إلى ذلك.
من ضمن الأعمال الأدبية، قال هنويك إنه توجد نسختان لكل من كتابي «تاريخ السودان» و«تاريخ الفتاش». كان يوجد أيضا كتب لتاريخ أزواد وشعب البربر، ولتاريخ بلدة تادمكة التجارية القديمة. كان يوجد قواميس تراجم، بالإضافة إلى تأريخ للحروب بين الطوارق والفرنسيين؛ ونسخة من كتاب التأريخ «ديوان الملوك» مجهول المؤلف الذي كان دوبوا قد عثر عليه. اشتملت الدراسات الدينية البارزة على أعمال لعائلة فقهاء كونتا الذين كانوا قد فعلوا الكثير لمساعدة لينج وبارت، ومن ضمنهم سيدي المختار، وسيدي محمد، وسيدي أحمد البكاي. كان يوجد أعمال لأحمد بابا نفسه ولأعضاء آخرين من عائلة آقيت ذائعة الصيت. ثم كانت توجد مجموعة كاملة من المخطوطات في تصنيف هنويك الثاني، وهو العناصر ذات الطابع «الوثائقي».
نامعلوم صفحہ