240

«فمقام كل من الاطلاق والتنكير .. الخ».

فظهر من هذا البيان : ان المراد من المعاني : المدلولات اللغوية ومن الدلالات : اقسام الدلالة الاصطلاحية ، فلا تكرار كما توهمه بعض القاصرين.

(لا تواليها) اي : الكلمات ، (في النطق) والتلفظ ، (وضم بعضها الى بعض ، كيفما اتفق) اي : من غير رعاية المناسبة بين معاني الكلمات ودلالاتها ، (على حسب ما اوضحناه).

وهذا (بخلاف نظم الحروف) الهجائية ، التي يتركب منها الكلمة.

(فانه) اي : نظم الحروف ، عبارة عن (تواليها)، اي : الحروف (في النطق) والتلفظ ، (من غير اعتبار معنى ) لها (يقتضيه العقل).

لأنها ليس لها معنى ، لأنها لم توضع للمعنى ، بل وضعت لغرض التركيب ، فلا يراعى في النطق بها الا التركيب ، وضم بعضها الى بعض ، كيفما اتفق.

(حتى لو قيل مكان ضرب : ربض ، لما ادى الى فساد) من حيث تركيب الحروف.

(و) ليعلم : انه (ليس الاعجاز بمجرد الألفاظ)، كما يوهمه ظاهر قوله : «ونظمه : تأليف كلماته .. الخ» بل الاعجاز : باعتبار تأليف الألفاظ والكلمات ، على النحو المخصوص المتقدم.

(والا لما كان للطائف العلمين : مدخل فيه) اي : في الاعجاز.

(لأنها) اي : لطائف المعلمين ، (لا تتعلق بنفس الألفاظ)، مجردا عن اعتبار ترتب المعانى ، وتناسق الدلالات.

(فلهذا) اي : لأن النظم عبارة : عن التأليف المخصوص المتقدم

صفحہ 242