188

معترك الأقران في إعجاز القرآن

معترك الأقران في إعجاز القرآن، ويسمى (إعجاز القرآن ومعترك الأقران)

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤٠٨ هـ

اشاعت کا سال

١٩٨٨ م

وتعقب بأنه لا يجب على النبي بيان ما اختلف فيه، بدليل الساعة والروح ونحوهما، وبأن موسى كان وعدهم بعذاب ذكره في الدنيا والآخرة، فقال: يصبكم بعذاب في الدنيا - وهو بعض الوعيد - من غير نفي عذاب الآخرة. ذكره ثعلب. قال الزركشي: ويحتمل أيضًا أن يقال: إن الوعيد مما لا يستنكر ترك جميعه. فكيف بعضه، ويؤيد ما قاله ثعلب قوله: (فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ (٧٧) . الرابع: إطلاق اسم الخاص على العام، نحو، (إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦) . الخامس: عكسه، نحو: (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ)، أي للمؤمنين، بدليل قوله: (ويستَغْفِرُون للَّذِين آمنوا) . السادس: إطلاق اسم الملزوم على اللازم. السابع: عكسه، نحو: (هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً)، أي هل يفعل - أطلق اسم الاستطاعة على الفعل، لأنها لازمة له. الثامن: إطلاق السبب على السبب، نحو: (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا) . (قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا)، أي مطرًا يتسبب عنه الرزق واللباس. (لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا)، أي مؤونة من مَهْرٍ ونفقةٍ وما لا بد للمتزوج منه. التاسع: عكسه، وهو نحو: (مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ)، أي القبول والعملَ به، لأنه متسبب عن السمع. تنبيه: من ذلك نسبةُ الفعل إلى سبب السبب، كقوله: (فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ) . (كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ)، فإن المخرج في الحقيقة هو الله، وسبب ذلك أكل الشجرة، وسبب الأكل وسوسةُ الشيطان.

1 / 189