ويكاشفون في القرآن بمعنى الصفات المقدسة من الهيبة والجلال والإكرام، والفضل والأنعام الذين يدعون الخلق إلى محبة الله عز وجل والقرب منه، وإخلاص العمل له ، والتوكل عليه ، والتعويض إليه ، واتباع السنة المحمدية في الأقوال والأفعال ، والسنن والآداب ، تكتسبون بصحبتهم الخوف من الله عز وجل والرجاء والمحبة له والمحبة لدينه ، فتمتلئ قلوبكم من عظمة الله ومهابته ، والحياء منه والخشية له، أولئك المشايخ والفقراء، هم أولياء الله وحجته على خلقه، وأمناؤه بين عباده ، يدعون إلى معرفته ومحبته والقرب منه، فتفلحوا بصحبتهم كل الفلاح - إن شاء الله تعالى - وتتصل ظواهركم بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم اتصالا لا انفصال له، وهذا هو حقيقة الفقر إذا سألكم سائل ما الفقر? فقولوا له : اتصال الظاهر بالسنة اتصالا لا انفصال له، واتصال القلب بالله عز وجل اتصالا لا انفصال له ونسأل الله الكريم ألا يجعلنا ممن يكذب علمه عمله، ويخالف قوله فعله، قال تعالي ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) وأن يوفقنا وإياكم إلى المحجة البيضاء، إنه قيوم الأرض والسماء.
فصل
ومن علامات صحة طريقة شيخ الفقراء: أن يكون خاشعا في صلاة الفريضة ، يكمل هو أصحابه الركوع والسجود ويجد هو أصحابه لذة الصلاة والتنعم بها .
وأن يجد لذة سماع القرآن هو وأصحابه وأن يحبوا الفقهاء ويجالسوهم ويسألوهم عن أمور دينهم وأن يعتقدوا أن الحقيقة يجب أن تكون موافقة الشريعة، وكل حقيقة لا توافق الشريعة فهي زندقة، وكل من ادعى أن الحقيقة شيء، والشريعة شيء، وأن صاحب الحقيقة قد صار حرا، ولا يحتاج إلى الشريعة ولا إلى العبودية ، فهو زنديق ضال مضل يجب أن يستتاب كما يستتاب المرتد فان تاب، وإلا ضربت عنقه.
وأن يكون الشيخ أورع الناس، وكل من ادعى أن صاحب الحال لا يضره
صفحہ 247