وصمتنا بعض الوقت كأنما لنصغي إلى صوت المطر المنهمر، ثم قلت: لا أطيق أن أراك متألمة.
فقالت بامتنان: إني أصدقك. - ماذا حدث؟ - الحظ يعاندني. - قلت لك من أول يوم ... - ليس الأمر بالسهولة التي تتصورها!
ثم نظرت إلي بكآبة وقالت بانفعال: ما العمل؟ إني أحبه، ما العمل؟ - هل تبين لك كذبه؟ - كلا، إنه يحبني أيضا، ولكنه يتكلم دائما عن العقبات. - ولكن الرجل إذا أحب ...
فقالت بإصرار: إنه يحبني ولكنه دائما يتكلم عن العقبات.
فقلت بحنان: ولكن ما ذنبك أنت؟ يجب أن تعرفي لنفسك طريقا.
فمضت وهي تقول: ما قيمة أن أعرف ما يجب عمله ما دمت لا أستطيعه! ••• - يا سعادة الباشا، كيف هان عليك؟
فقاطعني قائلا: كان علي أن أختار بين أمرين، فإما الانتفاع ببنك التسليف الزراعي مع إعلان خروجي على الوفد وإما الخراب. - ولكن الكثيرين فضلوا الخراب.
فصاح غاضبا: صه .. إنك لا تملك قيراطا ولا ابن لك ولا بنت، ولقد ضربت واعتقلت في قشلاق قصر النيل، ولكن ابنتي أعز علي من الدنيا والآخرة. •••
قالت لي المدام هامسة: تعال معي، أهل زهرة حضروا.
مضيت معها إلى المدخل فرأيت شقيقة زهرة وزوجها جالسين والفتاة واقفة في وسط المكان تنظر إليهما في صلابة وعناد. وكان الرجل يقول: حسن أن تذهبي إلى المدام، ولكن عار أن تهربي.
نامعلوم صفحہ