ترددت في الإفصاح، فتساءلت: ما له؟ - هؤلاء الشبان طموحون.
قالت بامتعاض: كلنا أبناء حواء وآدم. - هذا حق ولكن ... - الدنيا تغيرت، أليس كذلك؟ - الدنيا تغيرت، ولكنهم لم يتغيروا بعد.
امتلأت نظرتها بالتفكير وهي تقول: بعد الكتابة والقراءة سأتعلم مهنة كالخياطة.
خفت إن تكلمت أكثر أن أجرح مشاعرها فسألتها: هل يحبك حقا؟
فأحنت رأسها بالإيجاب فقلت: ليحفظك الله ويسعدك.
ورحت أساعدها من حين لآخر وهي تدق باب المجهول، عالم الكلمات والأعداد . وعلم الجميع بقرارها وناقشوه طويلا ولكن لم يسخر منها أحد. على الأقل أمامها. كان الجميع يميلون إليها فيما أعتقد. كل على طريقته. وتابع طلبة مرزوق القضية فلم يخف عليه شيء من أسرارها، ثم قال لي: ما هو الحل السعيد لمشكلة زهرة؟ .. أن ينزل عندنا يوما منتج سينمائي. ما رأيك؟
فلعنت رأيه. •••
وذات أصيل ذهبت كالعادة إلى مجلسي بالمدخل فرأيت زهرة جالسة إلى جانب فتاة غريبة على الكنبة. من لمحة أدركت أنها المدرسة. فتاة ريفية وجميلة. وقد تكرمت بالحضور إليها بسبب وجود زوار في شقتها. وكالعادة كانت المدام قد استجوبتها وعرفت عنها بعض ما تتطلع إليه، فأخبرت بأنها تقيم مع والديها وأن لها أخا يعمل في السعودية. وتكرر حضور المدرسة للبنسيون، وكانت تثني على اجتهاد تلميذتها.
ولاحظت مرة - وزهرة قادمة بقهوة العصر - أنها متجهمة فسألتها عن الصحة فأجابتني بفتور: كالبغل! - والدروس؟ - لا شكوى من هذه الناحية.
فقلت بقلق: لم يبق إلا صديقنا البحيري!
نامعلوم صفحہ