وينبغي له ألا يغفل نفسه من تعليم الطلاق، والعتاق، وأبواب ذلك: كالظهار، والخلع، والإيلاء، وأشباه ذلك؛ لئلا يركب فرجا حراما يجهل في ذلك، ويتولد من علم الاحتراز من أمور كثيرة؛ كوجوب الصدقات والمواريث، والعدد، وأشباه ذلك.
وينبغي له أن يتعلم شيئا من الطب، لما ينوب الإنسان من الملل التي تحدث به، لأن الإنسان محل الحوادث، والدواء مندوب إليه لما روي أن النبي صلي الله عليه وسلم احتجم وتداوي، ويأمر أصحابه بذلك، وقال(1): "تداووا؛ فإن الذي أنزل الداء أنزل الدواء"، وكثير من الأخبار تدل على التداوي من العلل، وقيل: إن الأديان لا تستقيم إلا بصحة الأبدان، وهذا معلوم؛ أن اللوازم كلها من الفرائض والسنن، لا تؤدي بكمالها إلا بكمال الآلة كلها، ولا يكمل ذلك إلا بكمال الصحة، والصحة وسيلة لأمور كثيرة من أمور الدنيا والآخرة عن وفق للعمل الصالح، واستعمال الجوارح فيما أمر الله تعالي باستعمالها فيه.
وأن يتعلم من تعبير الأحلام، وما يفهم به التيسير، والتحذير، ليكون من أمره على بال؛ فكثير من الناس سبب نجاته بالرؤيا الصادقة، رأي رؤيا تدل على موته، فأخذ من الأهبة من قضاء دينه، والتخلص من تبايعه، وأحكم وصاياه، وبر من عتب عليه من أرحامه، وجيرانه وتاب مما سلف منه من المعاصي، واجتهد في إصلاح العمل فيما بقي من عمره؛ فتكون خاتمته حسنة، وكذلك ينفعه لكثير من أمور الدنيا.
والعلوم كثيرة الضروب إلا أن من شأننا الاختصار في هذا الكتاب.
فصل:
صفحہ 44