أما بعد: فإني لما رأيت العلم قد قل طالبه، وتقاصر أكثر الناس عن الرغبة فيه، وكلت الهمم عن الوصول إلي مقامات السلف الماضيين، وعجزت عن درك مقاصد السابقين- استعملت خاطري في تصنيف مختصر أجمع فيه معالم الشريعة وأنظم فيه شتات الفقه، وأبين أصله وفروعه، وأجعل مسائله مشروحة مجموعة، متجاورة متتابعة مشروعة.
فجمعت فيه بغاية الإيجاز الذي لا يكون معه ملال، واختصار لا يزري به إقلال ولا إخلال، وسميته كتاب منهج الطالبين، بلاغ الراغبين.
وجعلته مجزأ عشرين جزءا. يحتوي علي ضروب من علوم الشريعة، وفنون من العلم مجموعة، وجعلته معلما بالأقوال، ومفصلا بالفصول، لمطالعة المسائل، تقريبا عن الإطالة والملالة.
فالجزء الأول:
في العلم وصنوفه، والحث علي تعليمه، ودرسه.
وفي ذكر العلماء ودرجاتهم- وفي العقل والفتيان ولزوم الحجة، وتعليم القرآن، واختلاف العلماء في خلق القرآن.
وفي المحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ منه، وفي تفسير شيء منه.
وفي التوحيد ومعرفة الله تعالي، وأسمائه وتفسيرها، ونفي الشبه عنه، والرؤية، والكلام، والوعد والوعيد، والمشيئة والإرداة، وخلق الأفعال، والاستطاعة ووجوب التكليف، والعلم، والهدي والضلال، والصراط والميزان، والاستواء، والموت والقبر والبعث والحساب، والجنة والنار، وفيما يسع جهله، ومالا يسع جهله، وفي الإيمان والإسلام والكفر والنفاق، وذكر الملائكة والجن وإبليس لعنه الله وفي ذكر العلماء وأسمائهم، وفي رفع مذهب أهل الاستقامة.
الجزء الثاني:
في الولاية والبراءة، وصنوف ذلك ومعانيه.
وفي صغائر الذنوب وكبائره.
وفي التوبة وفضلها، وتهذيب النفس وتقويمها، وأعمال القلب، وما تستقم به العبادة، وإخلاص العمل.
وفي ذنوب الأنبياء، والملائكة عليهم السلام.
وفي فضائل نبينا محمد صلي الله عليه وسلم، أصحابه، وأمته، وفضائل الذكر.
صفحہ 5