قال الله جل ذكره: " لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم " " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه " من حيوان، وغيره؛ إذ ليس في الآية تفصيل طعام عن طعام؛ فلما اتفق أهل الإسلام على أن المقصود في هذه الآية: هو الحيوان خاصة دون غيره صح أن الآية خاصة؛ وإن كانت في الظاهر عامة.
وجاء في التفسير: أن المشركين قالوا للمسلمين: لم تأكلون ما قتلتم؟ يعنون ما ذكيتم، ولا تأكلون مما قتل الله لكم؟: يعنون الميتة؛ فأنزل الله: " ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ".
وقوله عز وجل: " لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم "، وقال جل ذكره: " ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين "؛ فكان ظاهر هذا الخطاب يدل على الخصوص، فلما قال: " إنه لا يحب الظالمين " كان ذلك القول دليلا على أن هذا الفعل محرم على كل من فعله من المخاطبين.
وكذلك قوله: " ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا " فعرف السمع، والبصر، والفؤاد بالألف، واللام - ولم يتقدم بشيء منها ذكر - فاستدللها على أنه إنما قصد بالتعريف إلى الجنس، وكأن كل سمع، وبصر، وفؤاد فعل صاحبه ذلك الفعل، فهو مسئول عنه، فصار كل من قفا ما ليس له به علم مأزورا في فعله، وإن كان ظاهر النهي خاصا للمخاطب في نفسه.
صفحہ 182