من حي إلى ميت: إلى أخي
من حي إلى ميت: إلى أخي
اصناف
فإذا كانت الأنفس في النعيم لا عمل لها غير التسبيح والتمجيد فقط، فأنت إذن غير مغتبط في نعيمك؛ لأنك كنت في حياتك رجل عمل وبر، وكنت بهما تمجده تعالى، لا في تكرار الصلوات، وكثرة التسابيح والأدعية.
والأنفس الطالحة، ألا يصفح الله عنها بعد أن تكفر عن آثامها! أليست الكلمة «إلى الأبد» رجاء ردع الأشرار عن غيهم، كي لا يعمهون في ضلالهم، متكلين على عفوه تعالى.
يا أخي، يخيل إلي أن الأنفس سواء كانت محررة من المادة أو مقيدة بها، تعمل على الدوام مجدة وراء رقيها وكمالها.
تعثر تارة، وتنهض أحيانا، ولا تنفك متجهة نحو غايتها، وما غايتها سوى رجوعها إلى أصلها؛ لأنها فرع، وكل فرع يعود إلى أصله.
فكما يحمل السحاب مياه البحر، ويقذفها فوق الجبال والسهول والأودية، ثم تعود المياه بحكم الطبيعة إلى البحر، هكذا إلى مصدر الروح ترجع الروح، وإلى منبع الحياة ترجع الحياة.
إني أتمثل النفس كالكهرباء، تشتغل مقيدة وبلا قيد، وكالرائحة العطرية تعمل في الفضاء، وفي قلب الزهرة على السواء.
فكما أن الأرض لا تهدأ دورتها، والكهارب لا تقف حركتها، هكذا الأنفس لا يبطل عملها.
وجمال الحياة العمل.
الرسالة الثالثة والعشرون1
هل تفتكر بنا وبجثمانك البالي
نامعلوم صفحہ