لقد غبطناه يومئذ على النعمة، نعمة الثروة والجاه والزواج، وما عنانا كم دفع وكم أنفق، فقد كنا على ثقة بأن حبته مردودة إليه سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، ورحنا نتهم أنفسنا بفساد النظر وأفن الرأي وسوء التدبير!
ومضى أسبوع، وشهر، وأشهر، وأوشك العام أن ينتصف، وعاطف متهلل الوجه ضاحك السن، يحلم بالغد القريب يوم تزف زوجته إليه، وتزف ثروتها إلى خزانته ... وسعى إلى صهره يستعجله، فإذا هو يبسط له المدى ويفسح الأجل ويستشفع بالتقاليد ...
وعاد الفتى إلى نفسه يطمئنها ويترضاها. وما عليه من ذاك؟ أليست ستزف إليه لا محالة في يوم قريب أو بعيد؟ بلى، وإنها لزوجته، ما في ذلك شك ولا إنكار، فلا عليه أن ينتظر!
ودار دولاب الزمن فأتم دورة، وراح الفتى يستنجز صهره الوعد ، فقابله وهو يبتسم ويبسط له وجهه ومجلسه، وأخذ يتنقل به في الحديث من فن إلى فن حتى زالت وحشته وأنست روحه ولم يظفر بجواب ...!
وتوالت الأيام بعضها في أعقاب بعض، وتصرمت الأشهر شهرا في أذيال شهر، وما يزال صاحبنا يراوح النفس في فراش الوحدة، وعروسه هناك من دونها الأبواب والحارس العتيد!
ومل الفتى مقامه، وضاقت نفسه، وأراد أن يسمع الرأي الصريح، وعاد الأخ يعتذر ويجدد الميعاد وهو يربت على كتف الزوج الغاضب!
وخرج عاطف من الدار والقدر تغلي في رأسه؛ لقد ابتدأ يعرف ما هنالك ولكنه لم يجرؤ على التصريح ... أيكون ذلك من قوانين البر؟ أهو كذلك ناموس الرحمة والعدل؟ أيعضل الأخ أخته فيحرمها الاستمتاع بالحياة من أجل المال، من أجل مالها الذي يخشى أن يفلت من يده إلى الزوج يتصرف فيه كيف يشاء؟!
وهم عاطف أن يعود فيصرح في وجهه بما عرف من خبيئته، ولكنه كظم الغيظ على ألم وضيق.
وتلاقيا بعد أيام، وكانت القدر ما تزال تغلي، فعلا الزبد يترشش مصرحا عن غيظ وغضب ... وافترق الرجلان على عداوة ...!
ودق عاطف باب المحكمة لعلها أن تحمل زوجته على«الطاعة».
نامعلوم صفحہ