عقیدہ سے انقلاب تک (3): انصاف

حسن حنفی d. 1443 AH
125

عقیدہ سے انقلاب تک (3): انصاف

من العقيدة إلى الثورة (٣): العدل

اصناف

وإذا حدث العجز في الحال الثاني فإن القدرة لا تبقى، والفعل ينقطع ولا يتم. والعلم بالعجز لا يتم بإسقاط العجز عن القدرة الأولى، أي بالرجوع إلى الوراء كما هو الحال في العدم المعبر عنه بأداة الشرط «لو». إذا حدث العجز فإما لضعف القدرة بناء على ضعف الباعث أو ضمور الغاية أو غموض الفكر أو وجود مانع. ويظل الإنسان في حال العجز الثاني قادرا على الفعل كإمكانية خالصة وذلك بتغيير الموقف النفسي والاجتماعي إلى موقف الفعل في الحال الأول.

61

والإنسان قادر على الفعل والترك، قادر على فعل الشيء وضده تعبيرا عن حريته. لو كان قادرا على الفعل وحده أو الترك وحده أو على أحد الضدين فقط لما كان حرا. ولما كان عمله ذا فعل موجه يعبر عن طبيعته ويحقق غايته؛ كان الترك وفعل الضد لديه مستحيلا عملا.

62

كذلك يقدر الإنسان على فعل أو أكثر من الديمومة حين بقاء الاستطاعة نظرا، ولكن عملا يكون فعلا من النوع نفسه، وإلا كان فعلا غير صادق، ولانقلب السلوك الواحد إلى نفاق وتواطؤ ومساومة. يفعل الإنسان شيئا واحدا طبقا لطبيعته. وإذا تصارعت الدوافع طبقا لدرجة كمال الغايات تحقق الدافع الأقوى الذي يعبر عن شدة الباعث وكمال الغاية.

63

والبدل في السلوك ليس هو البديل المنطقي أو الآلي، بل هو الذي توجهه الطبيعة نحو غاية واحدة لا تتبدل.

64

وكلما بعدت القدرة عن الحال الأول انتابها الضعف والوهن بفعل الزمن والرتابة ما لم تتجدد باستمرار بحيوية الباعث ووضوح الفكر وتمثل الغاية. إن بقاء القدرة إمكانية خالصة قد تبقى إذا توافرت عوامل بقائها وهو التجدد الدائم. ليست القدرة واقعة مادية تبقى حاضرة على الإطلاق، بل هي واقعة إنسانية تتأرجح بين الحضور والغياب. والحقيقة أن هناك فرقا بين الفعل الإنساني والفعل الطبيعي في التولد. فالفعل الطبيعي وإن كان يشابه الفعل الإنساني من وجه إلا أنه لا يشابهه من كل وجه؛ نظرا لاختلاف المستويين. يمكن للآلة أن تفعل في الأول والثاني ما دامت الطاقة موجودة ومستمرة دون ضعف ووهن. وفعل الإنسان أيضا بتوافر الطاقة. ولكن احتمال التكرار في الآلة أكثر من احتماله في الإنسان، وديمومة الفعل في الآلة أكثر منه في الإنسان ، واحتمال وجود الشرط في الإنسان أضعف من احتمال وجوده في الآلة. الفعل الطبيعي متكرر إذا توافرت الشروط، فالمطر يسقط كلما تحمل الجو بالبخار وتشبع به وانخفضت درجة الحرارة أو خف الضغط، والحديد يتمدد بالحرارة كلما توافرت الحرارة الكافية. استمرار الفعل الطبيعي قائم على أفراد القانون الطبيعي، والفعل الكوني مثل حركة الكواكب قائم على اطراد قوانين حركة الأفلاك، أما الفعل الإنساني فبالرغم من أن له قانونه كذلك، إلا أن هذا القانون نفسه تعبير عن الحرية الإنسانية دون أن يحتم عليها شيئا. في الفعل الطبيعي لا استثناء، وفي الفعل الإنساني تحدث استثناءات طبقا لقانون آخر هو حرية الإنسان التي تفرض في كل وقت قانونا جديدا. فالحرية قانون ذاتها وممارستها وواقعها. والحقيقة أنه تصعب الإجابة على معظم أسئلة التوليد وبقاء الاستطاعة في الحال الثاني أو الثالث أو الرابع إجابة صورية خالصة دون الإشارة إلى تجارب إنسانية يمكن أن تعطينا مادة لتحليلها، وتكون في الوقت نفسه مصدرا يمكن الرجوع له والاحتكام إليه. وليست المادة أفعال البدن وحدها أو أفعال الشعور وحدها أو أفعال الفرد وحده، بل الأفعال كلها ومسارها في الجماعة.

وهناك أفعال لا تكون إلا متولدة، ولا تحدث ابتداء، مثل النظر المتولد عن العلم أو العلم المتولد عن النظر أو الفكر المتولد عن الباعث أو الباعث المتولد عن الفكر، وذلك لأن وجود المسبب مشروط بوجود السبب.

نامعلوم صفحہ