
والعجب أنه أول منزلي ينفصل فيه المعقول عن المحسوس ؛ إذ من ها هنا يأخذ العقل الإنسانى فى التصرفي، وما كان قبله . .
~~كان يشارك التخيل البهيمي التخيل الإنساني ، ومن تحير في أول منزل من منازل تصرف العقل . . كيف يرجى فلاحه في تصرفاته الغامضة ؟! ومن التبس عليه قول القائل : إن السواد والبياض يشتركان فى أمر معقولي هو اللونية والوجود ، ويختلفان في أمر ذاتي ، وما فيه الاختلاف بالضرورة غير ما فيه الاشتراك ؛ إذ ليس هلذا اشتراكا في مجرد الاسم ؛ كاشتراك العاقد والكوكب في اسم (المشتري) ، وإن هلذه الغيرية معلومة على القطع إلى أن يبحث عن حقيقتها أنها تباين فى الوجود أؤ تباين في العقل ، وهو من خواص العقل ، فمن التبس عليه هذا . . كيف يتضح له أمر من الغوامض ؟!
ولنتجاوز هذه المغاصة ؛ فإن كشف غطائها يقرع أبوابا مغلقة على أكثر الظار ، ولا يمكن التكفل ببيانه مع ما نحن بصدده من الاختصار.
صفحہ 79