196

![image filename](./0505Ghazali.MihakkNazar.pdf_page_77.png)

التقسيم الثالث : أن المعاني باعتبار أسبابها المدركة لها ثلاثة : محسوسة، ومتخيلة ، ومعقولةآ ، ولنصطلخ على تسمية سبب الإدراك قوة ، فنقول : في حدقتك معنى به تميزت الحدقة عن الجبهة حيى صرت تبصر به ، وإذا بطل ذلك من الأعمى . . بطل الإبصار ، والحالة التي تدركها عند الإبصار شرطها وجود المبصر ، فلو انعدم المبصر .. انعده الإبصار وبقيث صورته في دماغك ، وتلك الصورة لا تفتقر إلى وجود المتخيل ، بل عدمه وغيبته لا تنفي الحالة المسماة تخيلا ، وتنفى الحالة المسماة إبصارا .

ولما كنت تجس بالتخيل في دماغك لا في فخذك وبطنك . .

~~فاعلم أن في هلذا الدماغ غريزة وصفة بها تهيا للتخيل ، وبها باين البطن والفخذ ، كما باينت العين الجبهة والعقب فى الإبصار بمعنى اختص به لا محالة .

والصبي في أول نشوئه تقوى فيه قوة الإبصار دون قوة التخيل ، ولذالك إذا أوليع بشىء فغيبته عنه وشغلته بغيره . . اشتغل به .

وربما يحدث في الدماغ مرض يفسد القوة الحافظة للخيال ولا يفسد الإبصار ، فيرى الشيء وللكن كلما يغيب عن عينه . .

~~ينساهآ .

وهلذه القوة تشارك البهيمة فيها الإنسان ، ولذلك مهما رأى الفرس الشعير . . تذكر صورته التى كانت له في دماغه ، فعرف أنه

صفحہ 75