وتطهير المنابر من رِجْس الأدعياء وإطلاع أنوار السمات كاشفة ظلم تِلْكَ الْأَسْمَاء وإنارة صباح الْهدى بعد امتداد رواق الضَّلَالَة المدلهمة الظلماء وَلم نَفْعل مَا فَعَلْنَاهُ لأجل الدُّنْيَا فَلَا معنى للاعتداد بِمَا الْجَزَاء عَنهُ بِالْحُسْنَى متوقع فِي العقبى غير أَن التحدث بِنِعْمَة الله وَاجِب والتبجح بِالْخدمَةِ الشَّرِيفَة والأفتخار بالتوفيق لَهَا على السجية غَالب وَلَا غنى عَن بروز الْأَوَامِر الشَّرِيفَة إِلَى الْمَذْكُور بِأَن يلْزم حَده وَلَا يتَجَاوَز حَقه فَلَا ولَايَة لَهُ من خَليفَة يقْتَرن بِهِ بهاء المضاء وَلَا وراثة لَهُ فِي أَرض الله فَإِن الأَرْض لله يُورثهَا من يَشَاء فَإِن أطَاع وأناب وَرجع عَن الْخَطَأ وعاود الصَّوَاب وَترك الْحق لأَهله وَأخذ الْوَفَاء فِي سلوك سبله وَإِلَّا فَمَا قصدنا إِلَّا أَن نقاتله وَهُوَ لأمر الْخلَافَة المعظمة مُخَالف وَنحن طائعون والمشار إِلَيْهِ متصامم وَنحن سامعون وَكفى بالمحق نصْرَة أَنه على الرشد الْكَامِل وبالمبطل خذلانا أَنه طَالب للباطل
فصل مِنْهُ
هَذَا وَمَا بِنَا بِحَمْد الله قُصُور عَن أَن نصده عَن قَصده ونرديه ثوب الْعَجز برده ونكيل لَهُ بصاعه ونعثره فِي عثير إسراعه ونحسم داءه وَإِن أعضل مَرضا ونرميه بسهام من عِنْد الله تَعَالَى لَا تقبل غَيره غَرضا وَلَا شكّ أَن التحارب يحيره والإدبار يَصْحَبهُ فِيمَا يدبره وَقد طالع الدِّيوَان الْعَزِيز بطبه مستشفيا ولشرح قصَّته مُسْتَوْفيا ولعذره فِي جَمِيع الْأَحْوَال مبليا وَلَا غناء عَن نظره السَّامِي ليَكُون للمراد مُتَوَلِّيًا ولراية الْحق معليا لَا زَالَ لذخائر الْحَمد مقتنيا ولقواعد الْمجد متبنيا ورأيه أسمى إِن شَاءَ الله تَعَالَى
1 / 65