الْموصل لَا يتَعَرَّض للبلاد لأمرين أَحدهمَا أَنه لَا يتَصَرَّف إِلَّا على الْأَوَامِر الشَّرِيفَة المطاعة الَّتِي تَأمر بِالْوَفَاءِ وتنهى عَن الْغدر وَالْآخر أَنه لَا ينْقض يَمِينا لَيْسَ فِي نقضهَا وَجه من الْغدر وَالْعجب أننا نحامي عَن قبر النَّبِي ﷺ مشتغلين بهمة وَالْمَذْكُور يُنَازع فِي ولَايَة هِيَ لنا ليأخذها بيد ظلمه وَكم بَين من يحارب الْكفْر وَيحمل إِلَيْهِم قواصم الْآجَال وَبَين من يتخذهم بطانة دون الْمُؤمنِينَ وَيحمل إِلَيْهِم كرائم الْأَمْوَال وَبَين بعيد من دَار الْخلَافَة المعظمة يفترض الطَّاعَة ويستفرغ فِي مراضيها الِاسْتِطَاعَة وَلَا يحل وَلَا يعْقد إِلَّا بمراشدها وَلَا يقوم وَلَا يعْقد إِلَّا بمراصدها وَلَا يصدر وَلَا يُورد إِلَّا عَن مصادرها ومواردها وَبَين آخر يدعى أَنه أقرب جِيرَانهَا وَلَا يمت بل لَا يَمُوت إِلَّا بعصيانها ويخطب لأهل الْخلاف على الْخلَافَة ويجهر بأسمائها وينشر فِي ولَايَته راية أعدائها وكل يعْمل على شاكلة أسلافه فَهُوَ يمري بيد المراء كعادتهم العادية أخلاف أحلافه وَنحن لَا نتدين إِلَّا بِطَاعَة الإِمَام وَلَا نرى ذَلِك إِلَّا من أَرْكَان الْإِسْلَام هَذَا مَعَ مَا نعد فِي الْملَّة الحنيفية والدولة الهادية العباسية مِمَّا لَا يعد مثله أَو لَا لأبي مُسلم لِأَنَّهُ أقدم ثمَّ ضام وأمال ثمَّ آلام ووالي ثمَّ ونى وَجل وجلا ثمَّ أخل وأخلى وَلَا يعد آخرا لطغر لبك فَإِنَّهُ نصر وَنصب ثمَّ حجر وحجب وَقد عرف مَا فضلنَا الله تَعَالَى بِهِ عَلَيْهِمَا فِي نصر الدولة وَقطع من كَانَ يُنَازع الْخلَافَة رداءها وإساغته الغصة الَّتِي ذخر الله لَا ساغته فِي سبقه بِنَا إِيَّاهَا
1 / 64