والهشمية: منسوبون إلى أبي هاشم وتفردوا بأنه لا يقبح قليل الذم والإهانة من غير استحقاق، وأن المتوسط أرضا مغصوبة عاصاسم وإن جرح، وأصحاب البطام ومما تفرد به أن الإنسان هو الروح على تفضيل له مذكور في موضعه، وأن الإنسان قادر لنفسه وان اللون والطعم وجميع ما يدعي المعتزلة أنه أعراض أجسام متداخلة ولم يثبت من الأعراض إلا للحركة وأجاز تداخل الأجسام والظفر، وتفرد أيضا بأن وجه الإعجاز الصرفة وغير ذلك. وأصحاب معمر بن عباد، ومما تفرد به أن الإنسان ليس بجسم ويفعل بالإختيار وليس بطويل ولا عريض ولا بذي أجزاء ولا يقال أنه بمكان دون مكان، وأنه لا يفعل إلا الإدراك وأن الحركة سكون في الحقيقة، وأصحاب هشام الفوطي، ومما تفرد به أن الأعراض لا تدل على الله وبالقول بالمقطوع والموصول وهو أن رجلا لو ابتدأ صلاة الظهر بنية صادقة ووضوء سابغ وهو عازم على أن يتم الصلاة ويؤديها كما أمر بها ثم قطعها أن ما مضى من صلاته معصية، ويقول: بالموافاة وهو أن عبدا لو أطاع ألف ألف سنة ثم كان آخر أمره الكفر الكفر أو الكبائر لم يزل في حال الطاعة من أهل الوعيد، وأن الله لم يعده الجنة، وكذا لو كفر ألف سنة ثم كان آخر أمره الطاعة فإنه حال كفره غير متوعد بالنار ولا من أهل الوعيد وغير ذلك، وأصحاب بسر بن المعتمر تفرد بمقالته في اللطف وهو أنه قادر على ما لو فعله لكان لطفا للكفار يؤمنون عنده اختيار أو لكن لا يجب عليه فعل اللطف ثم رجع عن ذلك وتفرد بأن من الألوان والطعوم والروائح ما هو فعل للعباد وأن صحة التوبة مشروطة بألا يعود، فإن عاد عاد عقاب المعصية الأولى. وأصحاب ثمامة بن الأشرس تفرد بالقول بأن المعرفة ضرورية وأنه من لم يضطر إليها فهو مسخر كسائر الحيوان الذي ليس بمكلف، وأن العبد لا يفعل إلا الإرادة وما سواها حدث لا محدث له. وأصحاب الجاحظ تفرد بأن المعرفة طباع وهي مع ذلك فعل للعارف وليست باختيار له ويقول كثمامة لا يفعل العبد إلا الإرادة لكنه ينسب سائر الإفعال إلى العباد مع كونها تجب ظنا عاما، زاد: ولا يجوز أن يبلغ أحد التكليف وهو لا يعرف الله فهذه فرق المعتزلة المذكورة المشهورة، وذكر نبذ مما تفردوا به من المقالات التي يخشى عليها أو لبعضها الهلاك ولا يعلم من السبع الفرق الباقية من العشرين التي أجملها الإمام يحيى.
قال الإمام المهدي: أما المعتزلة فالأقرب أنها لا تزيد على الثلاث عشرة ويكون الموفى للثلاث والسبعين سبع فرق غير مشهورة وهم الأزلية: يزعم أن الخلق كانوا مع الله فيما لم يزل، قالوا: لأنه كما يعلمهم في الأزل فكذلك ينصرهم.
والبدعية: فرقة من الخوارج تزعم أن الصلاة ثلاثية ليس فيها ركعة ولا ركعتان. وقيل: يزعمون أن الصلاة ركعتان بالعشي وركعتان بالغداة لا غير، ذلك ويجيزون الحج في كل السنة، ويأمرون الحائض بالصوم.
والصباحية: ذهبوا إلى قدم الخلق مع الله، وأنه لم يزل يراهم وخطأوا أبا بكر في قتال أهل الردة وسبيهم وخطأوا عليا في قتال معاوية وزعموا أن القتل لا يحل إلا بإحدى الثلاث المذكورة في الحديث،
واما الزيدية وهم الفرقة الناجية إن شاء الله فينتسبون إلى الإمام زيد بن علي الا للقول بامته وإن لم يكونوا على مذهبه في الفروع فالنسبة هنا مخالفة للنسبة في الحقيقية والشافعية لإمامهما لأجل المتابعة في الفروع ويجمعهم القول بإمامة زيد ويفضل علي عليهم وأنه أولى بالإمامة وقصرها في البطنين واستحقاقها بالفضل والطلب وتوجه الخروجه على الجائرين ثم افترقوا إلى جارودية وبترية وحريرية، وافترق متأخروا الجاردوية إلى مطرقية وحسينية ومخترعة فهذه ست فرق.
صفحہ 26