127

قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حل، فأبت أن تأخذها، فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها، فقال أبو عبد الله (عليه السلام): أبت أن تأخذ المائتي درهم، قال: نعم وهي والله محتاجة إليها، قال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فاقرأها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير.

قال: فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام، فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام، فقلت لها: رحمك الله والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام، فشهقت ووقعت مغشية عليها ، قال: فصبرنا حتى أفاقت وقالت: أعدها علي، فأعدنا عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا، ثم قلنا لها:

خذي هذا ما أرسل به إليك وأبشري بذلك، فأخذته منا وقالت: سلوه أن يستوهب أمته من الله فما أعرف أحدا أتوسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده (عليهم السلام).

قال: فرجعنا إلى أبي عبد الله (عليه السلام) فجعلنا نحدثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعو لها، ثم قلت: ليت شعري متى أرى فرج آل محمد (عليهم السلام)، قال: يا بشار إذا توفي ولي الله وهو الرابع من ولدي في أشد البقاع بين شرار العباد فعند ذلك يصل إلى ولد بني فلان مصيبة سوداء مظلمة، فإذا رأيت ذلك [التقت حلق البطان (1) ، ولا مرد لأمر الله (2) .

صفحہ 139