جدار المصلى يوم العيد، لأن مصلى أهل مرو١ بقعة مغصوبة، وكل مسجد بني في بقعة مغصوبة: فليس بمسجد٢.
وحكمه: حكم المساجد المملوكة في موقف الإمام والمأموم.
وأما إذا كان الإمام في الصحن، ووقف رجل في بيت عن يمين الصحن أو يساره: لم تصح (٤-ب) صلاته إلا بأن يتصل الصف به اتصال المناكب أو يقف على العتبة واقفة٣ إن كانت العتبة عريضة ولا يضره إن كانت مرتفعة.
وإن كان الباب موصدا٤: لم تصح صلاة من في البيت.
وإن كان البيت خلف الإمام في الآخر الدار، واتصلت الصفوف بالواقف في البيت اتصال التوالي والباب غير موصد، ففي صلاته وجهان:
أحدهما: أنها صحيحة، قياسا على اتصال المناكب.
والثاني: أنها باطلة، لأن هذا الاتصال دون اتصال المناكب، والبيت والصحن اختلافهما أشد من اختلاف الصفة والصحن، حتى لو كان على باب الصفة سترة أو جدار وغلق على باب: فحكمه حكم البيت، والأول مذهب ابن ثور، وهو أصح.
وأما موقف من وقف في البيت وبينه وبين الصحن جدار، غير انه يرى الإمام أو القوم من فرجة أو شباك: فصلاته باطلة، باتفاق أصحابنا، لأنه غير متصل بالجماعة على وجه.
فصل
القوم إذا عقدوا جماعة على سطح مستو: فحكمه حكم الصحن.
وإن كان بعضه أخف من بعض انخفاضا يسيرا، لم يضر، وكانوا في حكم الاتصال، ما دامت الأقدام محاذية الركب، على ما حكينا عن الشافعي.
_________
١- مرو: بلد كبير من أقاصي خراسان، خرج منها أئمة والنسبة إليها مروزي على غير قياس.
انظر: "معجم البلدان" للحموي (٥/١١٢) و" الأمصار ذوات الآثار" للذهبي (٨٣) .
٢- ذكر هذه العبارة السبكي في "الطبقات" (٥/٥٨) في ترجمة القفال.
٣- كذا في الأصل: "واقفة".
٤- أو صدت الباب وآصدته: أغلقته.
انظر: "مختار الصحاح" مادة "وصد".
1 / 26