ومن أن العلم قد أدبرت أيامه وانطمست أعلامه وسدت مصادره ومنعت موارده لولا أن لي خبيرا ماهرا جاب البلاد سهلها ووعرها وبأواني سحابا هامرا جاد على السوح فأخصبها عمرانها وقفرها ونجما ثاقبا به يقتدى وإليه من تحير الضلال وشبه الزيغ يهتدى وسهما صائبا أعد لدفع مكايد أهل الظلم والعدوان وكنزا مدخرا لنوائب الدهر ونوازل الزمان وعينا من عذبها تنطفئ حرارة الأكباد في الهواجر.
وبحرا منه يلتقط نفيس الدر وأنواع الجواهر بل هو معدل النهار لولا أن له حركة إقبال وإدبار.
من شهد بفضله الملوان ونطق بجوده بالعلم الثقلان ومن لا نظير له في إيضاح المشكلات وإبراز المخدرات وفتح المغلقات من اسمه كفعله مشعر ببقاء العلم وحياته أبو زكرياء يحيى بن صالح أصلح الله، وأبقاه لإظهار آياته أدام له السرور وكفاه كل محذور وملأ بعلمه الصدور بالعشي والبكور.
فلما اشتد عزمي على ما ألهمت وقلت لا بد لي مما قصدت لما علمت مما أعد من جزيل الثواب للمعينين على حياة العلم ولو بسبب ما من الأسباب لا لا مقصود لي سواه ولا مرغوب لي في غير ما عند الله ورضاه.
صفحہ 2