وأما ما توهمه بعض الناس من أن {من نسائكم} متعلق ب(ربائبكم)، وقوله: {دخلتم بهن} وصف للنسائين فهو باطل؛ لأن الوصف الباطل يجري عند المحققين من النحاة على موصوفين مختلفي العامل.
وفي (البيضاوي) قوله تعالى: {وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن}[النساء:23]، {اللاتي} صلتها صفة للربائب. و{من نسائكم} متعلق ب(ربائبكم)، فلا يجوز تعليقها بالأمهات أيضا لأن {من} إذا علقتها بالربائب كانت ابتدائية،فإن علقتها بالأمهات لم يجز ذلك بل يجب أن تكون بيانا ل(نسائكم)، والكلمة الواحدة لا تحمل على معنيين في خطاب واحد عند جمهور الأدباء اللهم إلا إذا جعلتها للإتصال كقوله تعالى: {المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض}[التوبة:67]:
فإني لست منك ولست مني
على معنى أن أمهات النساء وبناتهن متصلات بهن، لكن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فرق بينهن فقال [في]رجل تزوج امرأة وطلقها قبل أن يدخل بها أنه: ((لا بأس أن يتزوج ابنتها ولا يحل له أن يتزوج أمها)) وإليه ذهب عامة العلماء غير أنه روي عن علي-عليه السلام- تقييد التحريم فيهما، ولا يجوز أن يكون الموصول الثاني صفة للنسائين؛ لأن عاملها مختلف.
وفي (جامع البيان): {وأمهات نسائكم اللاتي دخلتم بهن} أي دخلتم معهن في ستر وهو كناية عن الجماع، و(من) ابتدائية متعلقة بالربائب .
صفحہ 117