ثم ذكر المرتبة الثانية وهي أن يسأل الله به وقال: وهو بدعة باتفاق المسلمين.
والثالثة: أن يظن أن الدعاء عند قبره مستجاب أوأنه أفضل من الدعاء في المساجد فهذا أيضا من المنكرات المبتدعة باتفاق المسلمين وهي محرمة وما علمت في ذلك نزاعا بين أئمة الدين وإن كان كثيرا من الناس يفعل ذلك انتهى.
ففرض على كل أحد أن يعلم ما أمره الله به ورسوله من إخلاص العبادة لله وحده فإنه الدين الذي
بعثه به وأن يترك مانهى الله عنه ورسوله ﷺ من الشر ك فها دونه كما قال تعالى:
َ ﴿لا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَنْفَعُكَ وَلا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ الآية وأن لا يدين لله تعالى إلا بما دل له الدليل على أنه من دين الله ولا يكون أمعة يطير مع كل ريح فإن الناس من أمة محمد ﷺ والأمم قبلها قد تنازعوا في ربهم وأسمائه وصفاته وما يجب له على عباده وقد قال تعالى: ﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾ .
فيا سعادة من تجرد عن العصبية والهوى والتجأ إلى حصن الكتاب والسنة فإن العلم معرفة الهدى بدليله وما ليس كذلك فجهل وضلال.
وأما قول المعترض فأنظر إلى الشفاعة تجده حكي كفر من قال: مثل هذه الكلمة أي الكلمة التي ذكرها المجيب في معنى قوله: ﴿قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا﴾ الآيات. ذكر عبارة النسفي في معناها وهي قوله: هو إظهار العبودية وبراءة مما يختص بالربوبية من علم
1 / 53