قال العلامة ابن القيم ﵀: وقد أنكر أئمة الإسلام ذلك فقال أبو الحسن القدوري في شرح كتاب الكرخي قال بشر بن الوليد سمعت أبا يوسف يقول: قال أبو حنيفة لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به وأكره أن يقول بحق فلان أو بحق أنبيائك ورسلك وبحق البيت الحرام قال أبو الحسن أما المسألة بغير الله فتكره في قولهم: لأنه لا حق لغير الله عليه وإنما الحق لله على خلقه.
وقال ابن بلدمي في شرح المختار ويكره أن يدعوا الله إلا به فلا يقول أسألك بفلان أو بملائكتك أو بأنبيائك ونحو ذلك لأنه لاحق للمخلوق على الخالق وما يقول فيه أبو حنيفة وأصحابه أكره كذا هو عند محمد حرام وعند أبي حنيفة وأبي يوسف هو إلى الحرام أقرب وجانب التحريم عليه أغلب فإذا قرر الشيطان عنده أن الأقسام على الله به والدعاء به أبلغ في تعظيمه واحترامه وأنجع بقضاء حاجته نقله درجة أخرى إلى دعائه نفسه من دون الله ثم ينقله بعد درجة أخرى إلى أن يتخذ قبره وثنا يعكف عليه ويوقد عليه القنديل ويعلق عليه الستور ويبني عليه المسجد ويعبده بالسجود له والطواف وتقبيله واستلامه والحج إليه والذبح عنده ثم ينقله درجة أخرى إلى دعاء الناس لعبادته واتخاذه عيدا ومنسكا وإن ذلك نفع لهم في دنياهم وأخراهم.
قال شيخنا قدس الله روحه وهذه الأمور المبتدعة عند القبور مراتب أبعدها عن الشرع أن يسأل الميت حاجته ويستغيث به فيها كما يفعله كثير من الناس قال وهؤلاء من جنس عباد الأصنام وهذا يحصل للكفار من المشركين وأهل الكتاب يدعوا أحدهم من يعظمه ويتمثل لهم الشيطان أحيانا وقد يخاطبهم ببعض الأمور الغائبة.
1 / 52