مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
اصناف
الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بتربيته وتهذيبه ثم بعد ذلك جاءته ألطاف الله (تعالى) بدعوة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) له، فإنه قال- وقد أدخل عليا وفاطمة وولديهما تحت الكساء-: «اللهم طهرهم تطهيرا» وقد تقدم ذكر الحديث وكان قد صرف عن قلبه أقذار أكدار الدنيا وطهر نفسه عنها فإنه نقل عنه الثقات أنه في مقام عبادته ومقر مناجاته قال: يا دنيا أبي تعرضت اذهبي عني فقد طلقتك ثلاثا، وسيأتي تمام ذلك مستقصى إن شاء الله (تعالى).
وكان قد قطع عنه ما يشغله عن الله (تعالى) ورفع الحجاب عن قلبه، وذهب بقلبه إلى ربه وصرف وجهه إليه (تعالى) حتى قال في بعض كلامه المروي: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا، وسيأتي تمام بيانه إن شاء الله (تعالى) وفي هذه النبذة المخصوصة المختصرة من الدلالة على حصول حقيقة هذه المنقبة الشريفة له واتصافه بها غنية ومقنع عن زيادة عليها.
وأما مؤاخاة رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) إياه وامتزاجه به وتنزيله إياه منزلة نفسه وميله إليه وإيثاره إياه، فهذا بيانه: فإنه قد روى الإمام الترمذي في صحيحه بسنده عن زيد بن أرقم (رض) أنه قال:
لما آخى رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) بين أصحابه جاءه علي ((عليه السلام)) تدمع عيناه فقال: يا رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم))، آخيت بين أصحابك ولم تؤاخ بيني وبين أحد. قال:
فسمعت رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) يقول: «أنت أخي في الدنيا والآخرة».
وروى بسنده أيضا أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) قال: «من كنت مولاه فعلي مولاه» هذا اللفظ بمجرده رواه الترمذي ولم يزد عليه وزاد غيره عليه. ذكر اليوم والموضع فذكر الزمان وهو عند عود رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) من حجة الوداع في اليوم
صفحہ 78