مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
مطالب السؤول في مناقب آل الرسول
اصناف
تعالى، وأراد أن يتحقق الناس ثبوت هذه المنقبة السنية والصفة العلية التي هي أعلى درجات المتقين لعلي ((عليه السلام))، وكان بين الصحابة (رضوان الله عليهم) يومئذ من هم حديثوا عهد بالإسلام، ومن هم سماعون لأهل الكتاب ومن فيهم شيء من نفاق، فأحب رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) أن يثبت ذلك لعلي ((عليه السلام)) في نفوس الجميع فلا يتوقف فيه أحد فقرن ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في خبره بثبوت هذه الصفة، وهي المحبة الموصوفة من الجانبين لعلي، التي هي صفة معينة معنوية لا تدرك بالعيان بصفة محسوسة تدرك بالأبصار اثبتها له، وهي فتح خيبر على يديه، فجمع في قوله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) في وصف علي بين المحبة والفتح بحيث يظهر لكل ناظر صورة الفتح، ويدرك بحاسته فلا يبقى عنده توقف في ثبوت الصفة الأخرى المقترنة بهذه الصفة المحسوسة، فيترسخ في نفوس الجميع ثبوت هذه الصفة الشريفة العظيمة لعلي ((عليه السلام)).
وهكذا في حديث الطير، جعل إتيانه وأكله معه وهو أمر محسوس مرئي مثبت عند كل من علم أن عليا ((عليه السلام))، متصف بهذه الصفة العظيمة، وزيادة الأحبية على أصل المحبة، وفي ذلك دلالة واضحة على علو مكانة علي ((عليه السلام))، وارتفاع درجته وسمو منزلته واتصافه بكون الله (عز وعلا) يحبه وإنه ((عليه السلام)) أحب خلقه إليه وكانت حقيقة هذه المحبة قد ظهرت عليه آثارها وانتشرت لديه أنوارها، فإنه كان قد أزلفه الله (تعالى) من مقر التقديس فإنه نقل الترمذي في صحيحه أن رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)) دعا عليا يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمه فقال رسول الله ((صلى الله عليه وآله وسلم)): «ما انتجيته ولكن الله انتجاه».
ونقل عن علي ((عليه السلام)): سلوني عن طرق السماوات فإني أعلم بها من طرق الأرض، وكان قد أفاض الله عليه لباس التطهير فإنه ما جرى عليه قلم التكليف، إلا وقد طهره الله (تعالى) حتى اعتنى رسول
صفحہ 77