وينجذب الإفراني بقوة التقليد وذوق العصر نحو البديع كما سلف. ولا نجد في هذا المطلب تحليلا لقيمة المحسن في النص المشروح. إذ يكتفي المؤلف بذكر المحسن ثم ينطلق إلى شروح [ص35] البديعيات يستقي منها مادة غنية من شواهد الشعر والنثر، والتقنينات ذات الطابع التعليمي حتى لكأن الأمر يتعلق بدرس في البديع، وكأن المؤلف لا يثق في ثقافة القراء. وهذا ما يقرب هذا المطلب من شروح "البديعيات"، التي تنطلق من أمثلة مصنوعة في البيت المشروح لتفصيل القواعد البديعية، وكان مجموع المحسنات التي تعرض لها المؤلف في هذا الشرح حوالي سبع وعشرين محسنا، منها ما تكرر الحديث عنه عدة مرات كالطباق والجناس والاقتباس. ونذكر هنا هذه المحسنات حسب ورودها أول مرة في المسلك السهل، وهي: الجناس، والمواساة، والتمثيل، والطباق، ومراعاة النظير، والجمع والتفريق، والتفسير، والإدماج، والمبالغة، والانسجام، والتكرار، وحسن البيان، والسهولة، والتعديد، والتورية، والإرصاد، وحسن الاتباع، والتتميم، والتوجيه، والتنكيت، والتجريد، والاعتراض، وحسن الانتهاء. أدخل الإفراني ضمن البديع كلاما على التشبيه والتشبيه المركب(¬1)[74].
وقد يجنح المؤلف إلى الاختصار في الحديث عن القواعد البديعية ويرتبط بالنص أكثر، ففي شرح البيت الثامن، اقتصر على مثال واحد في تعريف المحسن، ثم عاد إلى البيت يشرح موقع المحسن منه(¬2)[75].، وهذا النحو قليل في مطلب "البديع".
* * *
صفحہ 39