قال كولن: «لا أعرف.» كان ديفيدسون يظن أن هذا نوع من الخبث. «أتعني لماذا يرتدي قبعتين؟ لا أدري. لا أعرف حقيقة. ربما نسي.»
كان ذلك في المكتب الأمامي، خلال ساعات الدراسة فيما بعد ظهيرة يوم الجمعة، كانت السكرتيرات منكبات على مكاتبهن لكنهن كن يبقين آذانهن مفتوحة. كان لدى كولن حصة تربية رياضية في تلك اللحظة - وقد جاء إلى المكتب فقط كي يرى ماذا حدث للصبي الذي كان قد استأذن بسبب مرضه قبل نصف ساعة - ولم يكن يتوقع أن يجد ديفيدسون هناك. لم يكن مستعدا لتقديم أعذار بشأن روس.
قال مدير المدرسة: «هل هو شخص كثير النسيان؟» «ليس أكثر من العادي.» «ربما يظن أنه يبدو مضحكا بهذه الصورة.»
صمت كولن. «لدي حس فكاهة لكن يجب على المرء ألا يمزح في وجود الأطفال. تعرف كيف يتصرفون. يوجد ما يكفي كي يجعلهم يضحكون على أي حال، دون حاجة إلى المزيد. سيتخذون من أي شيء عذرا لتشتت انتباههم، ثم أنت تعرف بالطبع ماذا سيحدث بعد ذلك.»
قال كولن: «هل تريدني أن أخرج وأتحدث إليه؟» «دع الأمر الآن. يوجد تقريبا فصلان يلاحظان ما يفعله، وإن خرجت إليه الآن فسيجذب هذا انتباههم إليه أكثر. يمكن أن يتحدث السيد بوكس إليه إذا كان يجب على أحد أن يتحدث إليه. في حقيقة الأمر، تحدث السيد بوكس معي عنه.»
كان كوني بوكس مسئول النظافة والصيانة بالمدرسة، الذي كان قد عين روس لتنظيف الأرضيات في المدرسة خلال فصل الربيع.
قال كولن: «أوه! ماذا؟» «يقول إن أخاك لا يحافظ على مواعيد العمل بشكل كبير.» «هل يؤدي عمله كما هو مطلوب؟» «لم يقل إنه لم يفعل.» أعطى ديفيدسون كولن واحدة من ابتساماته مزمومة الشفاه، غير المكترثة، المبتذلة. «يميل فقط إلى أن يتصرف كيفما يرى.» •••
كان يوجد تشابه كبير بين كولن وروس في الشكل: فهما طويلا القامة، مثلما كان أبوهما، وذوا بشرة بيضاء وشعر أشقر، مثل أمهما. كان كولن يمتلك جسدا رياضيا، وترتسم تعبيرات حيية، صارمة على وجهه. كان جسم روس، على الرغم من أنه الأصغر، مترهلا من البطن؛ كان يبدو شكل جسمه غير منتظم بشكل أكبر. وكانت ترتسم على وجهه تعبيرات تبدو ماكرة وبريئة في آن واحد.
لم يكن روس متخلفا عقليا. لم يكن متخلفا عن زملائه في نفس مرحلته العمرية في المدرسة. كانت أمه تقول إنه عبقري في الأعمال الميكانيكية. ولم يكن هناك أحد آخر على استعداد للمبالغة في وصفه إلى هذه الدرجة. •••
سأل كولن أمه قائلا: «إذن؟ هل روس معتاد على الاستيقاظ في الصباح؟ هل لديه منبه؟»
نامعلوم صفحہ