تضع ستيلا السكين جانبا وتدقق النظر في الصورة في إذعان. يوجد صدر بارز بعيدا في الأفق. وكانت الرجلان تمتدان في مقدمة الصورة. كانت الساقان منفرجتين؛ ناعمتين، ذهبيتين، رائعتين، كأنهما عمودان أثريان. وبينهما توجد تلك البقعة الداكنة التي أطلقت ستيلا عليها الطحلب أو الحزاز. لكنها تبدو حقيقة أقرب إلى جلد داكن لحيوان، رأسه وذيله وقدماه مقطوعة. جلد داكن ناعم لأحد القوارض سيئة الحظ.
تقول في صوت متعقل: «حسنا، أستطيع أن أرى ذلك الآن.» «اسمها دينا. تبلغ من العمر اثنين وعشرين عاما.»
لن تطلب منه ستيلا أن ينحي الصورة جانبا، أو حتى أن يتوقف عن حملها أمام وجهها.
يقول ديفيد: «إنها فتاة سيئة ... أوه، إنها فتاة سيئة! ذهبت إلى مدرسة الراهبات. لا توجد فتيات سيئات مثل فتيات مدارس الراهبات عندما يقررن أن يتصرفن في طيش! كانت طالبة في كلية الفنون حيث تدرس كاثرين. تركتها. وتعمل الآن نادلة في حانة.» «لا يبدو هذا تصرفا منحلا أخلاقيا بالنسبة إلي. كانت ديردري تعمل نادلة في حانة لفترة أثناء دراستها الجامعية.» «دينا ليست مثل ديردري.»
أخيرا، ينزل ديفيد يده التي تحمل الصورة، وتلتقط ستيلا سكينها وتواصل تقشير التفاح. لكن ديفيد لا ينحي الصورة جانبا. يشرع في تنحيتها جانبا، ثم يعدل عن رأيه.
يقول: «الساحرة الصغيرة ... إنها تعذب روحي.»
يبدو صوته عندما يتحدث عن تلك الفتاة بالنسبة إلى ستيلا مصطنعا على نحو مميز. لكن من هي حتى تقرر، خاصة مع ديفيد، ما هو مصطنع وما هو غير مصطنع؟ صوته المميز هذا نوعا ما مرتفع النبرة، رتيب، مصر، ذو عذوبة قاسية متعمدة. من يريد أن يكون قاسيا معه، ستيلا، كاثرين، نفسه؟ تطلق ستيلا تنهيدة أعلى صوتا وأكثر سخطا مما كانت تقصد، وتضع تفاحة وهي نصف مقشرة. تتجه إلى غرفة المعيشة وتنظر من النافذة.
تصعد كاثرين الحاجز. أو تحاول أن تفعل ذلك. يشتبك ثوبها في الأسلاك.
تقول ستيلا، متعجبة من نبرة شريرة في صوتها: «هذا الثوب القديم يسبب لها متاعب كثيرة اليوم.» «ستيلا. أود أن تحتفظي بهذه الصورة لي.» «أنا أحتفظ بها؟» «أخشى أن أريها لكاثرين. كثيرا ما أرغب في ذلك. أخشى أن أفعل ذلك.»
كانت كاثرين قد خلصت نفسها، ولمحتهما عند النافذة. تلوح، وتلوح لها ستيلا في المقابل.
نامعلوم صفحہ