على الشاطئ، على جانبي منزل ستيلا، توجد حواجز منخفضة صخرية وسط سياجات سلكية، ممتدة بطول الماء. هذه الجدران هدفها حماية الشاطئ من التآكل. فوق أحد هذه الجدران، تجلس كاثرين، تنظر إلى الماء، فيما يطير نسيم البحيرة ثوبها الرقيق وشعرها الطويل. يمكن التقاط صور رائعة لها في هذا الوضع. ربما يمكن استخدام صورتها في الإعلان عن شيء ما، هكذا تحدث ستيلا نفسها، سواء أكان شيئا حميميا جدا، وربما يكون شيئا مثيرا للاشمئزاز، أو شيئا محترما جدا ورائعا جدا، مثل التأمين على الحياة.
تقول ستيلا: «كنت أنوي أن أسألك ... هل ثمة خطب ما في عينيها؟»
يسأل ديفيد: «عينيها؟» «نظرها. يبدو أنها لا تستطيع تركيز نظرها جيدا، عن مقربة. لا أعرف كيف أصف ذلك.»
تقف ستيلا وديفيد عند نافذة غرفة المعيشة. بعد العودة من نزل المسنين، يحمل كل منهما شرابا جديدا ومنعشا. لم يكادا يتحدثان في طريق عودتهما إلى المنزل، غير أن الصمت لم يكن مفعما بأي مشاعر عدائية. يشعران بالتأدب والأنس معا إلى حد بعيد. «لا توجد مشكلة في بصرها حسبما أعلم.»
تذهب ستيلا إلى المطبخ، تتناول الشواية، وتتبل قطعا من لحم الخنزير بفصوص من الثوم وأوراق المريمية الطازجة.
يقول ديفيد، بينما يقف على مدخل غرفة المعيشة: «أتعرفين، توجد رائحة تفوح من النساء ... يحدث هذا عندما يعرفن أن الرجال لم يعودوا يرغبون فيهن. رائحة سخيفة.»
تواصل ستيلا تتبيل اللحم.
تقول: «يجب تجديد أسلاك تلك الحواجز ... تهالك السلك وانثنى في بعض المواضع. يجب أن ترى ذلك. قوة الماء. يستطيع الماء نحر السلك الصلب. سأنظم حفل عمل هذا الخريف. سأعد الكثير من الطعام، وسأدعو بعض الضيوف، وسأتأكد من أن عددا لا بأس به يتمتع بصحة جيدة. هذا ما نفعله جميعا.»
تضع الشواية داخل الفرن وتغسل يديها. «إنها كاثرين التي كنت تخبرني عنها الصيف الماضي، أليس كذلك؟ هي من قلت إنها تميل إلى الغرابة.»
يزمجر ديفيد قائلا: «قلت ماذا؟» «تميل إلى الغرابة.» تصدر ستيلا جلبة في المكان، متناولة التفاح والبطاطس، والبصل.
نامعلوم صفحہ