214

لكنهم كانوا قد جاءوا هنا، وصعدوا جميعا، باستثناء إيزابيل، إلى الطائرة. لم تكن هذه هي الخطة. كانت الخطة أن يذهبوا جميعا إلى المطار، ويشاهدوا لورنس أثناء نزع عصابة عينيه ودهشته، ومشاهدته يركب الطائرة في يوم عيد ميلاده، وتحيته عندما يعود هابطا من الطائرة.

لكن الطيار قال، بعد أن خرج من المنزل الصغير الذي كان بمنزلة مكتبه، ورآهم جميعا موجودين: «ما رأيكم في اصطحاب العائلة كلها في الطائرة؟ سنركب الطائرة ذات المقاعد الخمسة؛ ستكون رحلة أفضل.» ابتسم لدينيس. «لن أطلب منك دفع أموال إضافية. نحن في نهاية اليوم.»

قالت دينيس على الفور : «هذا لطف بالغ منك.»

قال الطيار، متطلعا إليهم: «إذن ... سيركب الجميع باستثناء شخص واحد.»

قالت إيزابيل: «من الممكن أن يكون أنا.»

قال الطيار، محولا بصره إليها: «آمل أنك لا تخافين ... لا يوجد ما يدعوك إلى ذلك.»

كان رجلا في الأربعينيات من عمره - ربما كان في الخمسين - ذا موجات من الشعر الأشقر أو الأبيض، ربما شعر أشقر حائل إلى الأبيض، ممشط في استقامة إلى الوراء من عند الجبهة. لم يكن طويلا، مثل لورنس، لكن كانت له كتفان ثقيلتان، وصدر وخصر ممتلئان، وكان هناك امتلاء بسيط صلب في بطنه، لم يكن متدليا، فوق حزامه. كان يملك جبهة منحنية، مرتفعة، وعينين زرقاوين براقتين بهما حول عادي، ونظرة مهنية هادئة، وحس دعابة. تلك الصفة نفسها في صوته؛ الصوت الفكه، المتمهل، الريفي الساذج قليلا. كانت تعرف ما سيقوله لورنس عن هذا الرجل؛ إنه شخص عالي القيمة. غير منتبه إلى أي شيء آخر؛ شيء حذر تحت السطح، شيء غير مكترث أو حتى مزدر لهم، شديد الثقة في ذاته.

قال الطيار مخاطبا صوفي: «لست خائفة، أليس كذلك، سيدتي؟»

قالت صوفي: «لم أستقل قط طائرة صغيرة ... لكنني لا أظن أنني خائفة، لا.»

قال لورنس: «لم يستقل أي منا طائرة صغيرة. سيكون في ذلك متعة عظيمة ... شكرا.»

نامعلوم صفحہ