لم يكن الأطفال - الشباب - الذين كانوا يبدون على هذا النحو يبدون غرباء بالنسبة إلى صوفي. يرى المرء الكثير منهم حول البحيرة في عطلات نهاية الأسبوع؛ أبناء من يعيشون في الأكواخ، يأتون زائرين ومصطحبين أصدقاءهم. في بعض الأحيان، كانوا يحتلون الأكواخ، في غياب الآباء، ويقيمون حفلات طوال عطلة نهاية الأسبوع. كانت نشرة أصحاب الأملاك قد اقترحت فرض حظر على الشعر الطويل و«أشكال الملابس الغريبة»، وأن يجري الإشراف على ذلك طوعا من جانب كل مالك على أملاكه. كان قد جرى دعوة الناس إلى كتابة خطابات تدعم أو تعارض هذا الحظر، وكانت صوفي قد كتبت خطابا تعارضه. كانت قد قالت في خطابها إن هذا الجانب بأكمله من البحيرة كان ملكا لفوجلسانج، وأن أوجستوس فوجلسانج كان قد ترك الراحة النسبية في ألمانيا في عصر بسمارك للبحث عن الحرية في العالم الجديد، الذي كان جميع الأفراد فيه يقررون ماذا يرتدون، ويقولون، ويعبدون، إلى آخره.
لكنها لم تكن تظن أن أيا من هؤلاء الثلاثة كان يعيش في أي من هذه الأكواخ. كانوا لا شك معتدين على ملكية الآخرين، رحالة. لماذا كانت تعتقد ذلك؟ هناك شيء مراوغ حيالهم؛ لكنه أيضا جريء، يدعو إلى الازدراء. لم تعتقد، مع ذلك، أنهم قد يتسببون في أي أذى. كانوا كممثلين متجولين، مستغرقين في حياتهم، لكنهم ليسوا لصوصا حقيقيين.
كانوا قد رأوا ثوب استحمامها. كانوا ينظرون إليها، عبر الماء.
لوحت لهم صوفي. نادت: «صباح الخير»، في نبرة مرحة، محيية، لتشير إلى أن الأمر يقتصر على التحية، ولا يوجد ما هو أكثر من ذلك تتوقعه منهم.
لم يلوح أي منهم أو يجيب. جلست الفتاة.
تناول الصبي عاري الصدر ثوب استحمام صوفي وارتداه. وجد السجائر والولاعة في جيب الثوب، وألقاهما إلى الفتاة، التي تناولت سيجارة وأشعلتها. جلس الصبي الآخر وخلع حذاءه طويل العنق ووضع قدميه في الماء.
تراقص الصبي الذي ارتدى ثوب الاستحمام قليلا. كان شعره أسود، يلمع في بهاء، يرفرف على كتفيه. كان يقلد امرأة، على الرغم من أنه لم يكن يقلد صوفي بالتأكيد. (ورد إلى خاطرها الآن أنهم ربما كانوا يرقبونها، ربما رأوها تخلع ثوب الاستحمام، وتنزل إلى الماء.)
نادت صوفي: «هل يمكن أن تخلع هذا من فضلك؟ ... لا مشكلة في تناول سيجارة، لكن رجاء أعد العلبة إلى الجيب!»
تراقص الصبي مرة أخرى، هذه المرة موليا ظهره إياها. ضحك الصبي الآخر. كانت الفتاة تدخن، ولم يبد أنها تعير ما يحدث أدنى اهتمام. «اخلع ثوب استحمامي وأعد سجائري!»
بدأت صوفي في السباحة نحو الشاطئ، جاعلة رأسها أعلى الماء. خلع الصبي ثوب الاستحمام، وأمسكه، ومزقه نصفين. تمزق قماش الثوب البالي بسهولة. كوم أحد النصفين وألقاه في الماء.
نامعلوم صفحہ