قالت أمي: «كانت أمي جادة في تنفيذ هذا الأمر. كانت أكثر جدية مما تنقلينه عنها.» «كانت تقصد أن تغضبه. كانت تلك هي حياتهما معا. كان يقول دوما إنها امرأة سيئة العشرة، لكنها كانت تتمتع بمميزات أخرى كثيرة. أظن أنه كان يفتقد ذلك، مع جلاديس.»
قالت أمي، في ذلك الصوت الرتيب الذي كانت تتحدث به دوما عن أبيها: «لم أكن لأعلم ... ما قال أو ما لم يقل.»
قال أبي: «إنهما ميتان الآن. ليس لنا أن نحكم عليهما.»
قالت بيرل: «أعلم ... أعلم أن ماريتا كانت لديها دوما وجهة نظر مختلفة.»
نظرت أمي إلى السيد فلورنس وابتسمت في يسر بالغ ابتسامة عريضة: «أنا متأكدة أنك لا تعرف كيف تفسر جميع هذه الأمور العائلية.»
في المرة الوحيدة التي زرت بيرل فيها، عندما كانت بيرل سيدة عجوزا، عندما كانت البثور تنتشر في جسدها وكانت محنية جراء إصابتها بالتهاب المفاصل، قالت بيرل: «كانت ماريتا تشبه تماما أبي في كل ملامحه. ولم تكن تفعل شيئا قط بنفسها. أتذكرينها وهي ترتدي ذلك الثوب القديم من الكريب ذي اللون الأزرق الداكن عندما ذهبنا إلى الفندق في تلك المرة؟ بالطبع، أعلم أن ذلك الثوب ربما كان كل ما تملك، لكن أكان يجب أن يكون هو كل ما تملك؟ مثلما تعلمين، كنت خائفة منها بطريقة أو بأخرى. لم أستطع البقاء معها وحدي في الغرفة. لكنها كانت تتمتع بجمال لافت.» في محاولة لتذكر مرة لاحظت فيها شكل أمي، تذكرت تلك المرة في الفندق؛ بشرة أمي الشاحبة وشعرها الأبيض الملتف الكثيف، ووجهها الجميل، البشوش يبتسم في وجه السيد فلورنس، كما لو كان هو الشخص الذي يجب الصفح عنه. •••
لم تكن لدي أي مشكلة مباشرة مع رواية بيرل. أحد أسباب ذلك هو أنني كنت جائعة ونهمة، وكان جل انتباهي متوجها إلى الدجاج المشوي والبطاطس المهروسة، المسقية بالمرق، الموضوعة على طبق، إلى جانب قطعة آيس كريم، والخضراوات المقطعة الزاهية المعلبة، التي ظننت أنها أفضل كثيرا من الخضراوات الطازجة في الحديقة. تناولت للتحلية آيس كريم من الزبد والسكر البني، وهو خيار صعب إزاء الشوكولاتة. تناول الآخرون آيس كريم من الفانيليا السادة.
لماذا لا تختلف رواية بيرل للحادثة نفسها عن رواية أمي؟ كان كل شيء عجيبا في بيرل؛ كان كل شيء يتعلق بها مختلفا، يرى من زاوية جديدة. كانت رواية أمي هي التي استقرت، بعض الوقت. ابتلعت رواية بيرل، أطبقت عليها. لكن رواية بيرل لم تختف، بل ظلت مخفية لسنوات، لكنها لم تختف. كانت مثل معرفة ذلك الفندق وقاعة الطعام تلك. كنت أعرف الفندق، مع أنني لم أر فيه مكانا يرتاده المرء مرة أخرى. وحقيقة، دون مال بيرل أو السيد فلورنس، لم أكن لأستطيع أن أذهب. لكنني كنت أعلم أن الفندق كان موجودا.
كانت المرة التالية التي ذهبت فيها إلى فندق وايلدوود، في حقيقة الأمر، بعد زواجي. كان نادي الليونز يقيم مأدبة وحفلا راقصا هناك. كان الرجل الذي تزوجته، دان كيسي، عضوا في نادي الليونز. كان باستطاعة المرء تناول شراب في ذلك الفندق في ذلك الوقت. لم يكن دان كيسي ليذهب إلى أي مكان لا يستطيع المرء الذهاب إليه. ثم جدد المكان فأصبح يحمل اسم هايداواي، والآن لديهم راقصات تعر كل ليلة إلا ليالي الآحاد. في ليالي الخميس، يوجد راقص تعر. أذهب إلى هناك مع زملاء من المكتب العقاري للاحتفال بأعياد الميلاد أو الأحداث المهمة الأخرى. •••
بيعت المزرعة مقابل خمسة آلاف دولار في عام 1965. اشتراها رجل من تورونتو، كمزرعة لأغراض ترفيهية أو ربما كاستثمار. بعد عامين، أجرها ككوميون. عاش هناك أناس مختلفون، يجيئون ويروحون، مدة اثنتي عشرة سنة أو ما يقرب من ذلك. كانوا يربون الماعز ويبيعون اللبن لمتجر الطعام الصحي الذي فتح أبوابه في البلدة. رسموا قوس قزح على جانب المخزن الذي كان في مواجهة الطريق. كانوا يعلقون ملاءات ذات ألوان زاهية جدا على النوافذ، ويتركون الحشائش الطويلة والأعشاب الضارة تنتشر في الفناء. كان والداي قد استطاعا حينئذ إدخال الكهرباء للمنزل، لكن هؤلاء الأشخاص لم يستخدموها. كانوا يفضلون المصابيح الزيتية والموقد المعتمد على قطع الخشب، وكانوا يغسلون ملابسهم القذرة في البلدة. كان الناس يقولون إنهم لم يكونوا يعرفون كيف يشعلون المصابيح أو يشعلون النيران في الأخشاب، وإنهم سيحرقون المكان بأكمله. لكن الأمر لم يكن كذلك. في حقيقة الأمر، لم يسيئوا التصرف. أجروا بعض الإصلاحات على المنزل والمخزن وعملوا على زرع حديقة كبيرة. كانوا يرشون البطاطس التي كانوا يزرعونها وقاية لها من الآفات ، مع أنني سمعت أنه كان يوجد نوع من الخلاف حول هذا وهو ما جعل البعض الأكثر تشددا يرحل. بدت المزرعة أفضل حالا كثيرا من كثير من المزارع حولها التي كانت لا تزال في يد العائلات الأصلية المالكة لها. كان ابن آل ماكالستر قد بدأ عملا فاشلا في مزرعتهم. كان أخواي قد رحلا منذ وقت طويل.
نامعلوم صفحہ