كنت أنوي أن أغيظها فترة أطول، ثم أخبرها أن الأمر كله لم يكن إلا مزحة. لم أكن حتى أضع اسما في رأسي، في البداية. لدي اسم الآن في رأسي، لكن كان ذلك أمرا خطيرا جدا. لم أعتقد أنني كنت سأتفوه بالاسم. «جيسي، سأعطيك سوارا. لن أقرضك واحدا. قلت «سأعطيك»، سأعطيك أي سوار ترغبين فيه ويمكنك الاحتفاظ به.»
قلت: «إذا كنت سأفصح عن اسمه، فلن أفعل ذلك مقابل سوار.» «أقسم لك أنني لن أخبر أحدا. أنا لا أكذب عليك.» «فقط أقسمي بالرب.» «سأفعل. أقسم بالرب، جيسي. أقسمت بالرب.»
قلت في نعومة: «السيد كرايدرمان.» شعرت بخفة مدهشة، لم أعد أحمل عبئا، بكذبتي. «إنه هو.»
سحبت ماريبيث يديها من على ركبتي وجلست في استقامة. قالت: «هو كبير في السن ... قلت إنه قبيح! ومتزوج!»
قلت: «لم أقل إنه قبيح قط ... وعمره ثلاثة وثلاثون عاما فقط.» «لكنك لا تحبينه!» «في بعض الأحيان عندما تحبين، يبدأ الأمر على هذا النحو.» •••
ذات مرة، تعرفت على امرأة عجوز قالت لي، عندما كانت تتحدث عن حياتها، إنها ارتبطت بعلاقة استمرت ثلاث سنوات بروبرت براونينج. لم تكن مخرفة بأي حال من الأحوال؛ كانت امرأة عجوزا تتمتع بلياقة ذهنية فائقة وكانت مباشرة جدا في حديثها. لم تقل إنها كانت تحب كتابات براونينج، أو إنها كانت تقضي وقتها كله تقرأ عنه. لم تقل إنها كانت ترى خيالات. قالت: «أوه، نعم ... ثم كانت العلاقة مع روبرت براونينج التي استمرت ثلاث سنوات.» انتظرت منها أن تضحك أو أن تضيف كلمات أخرى تفسر ما تقول، لكنها لم تفعل. علي أن أعتقد، إذن، أن العلاقة التي جرت في خيالها كانت غاية في الجدية والإجهاد حتى إنها حرمت على نفسها الإشارة إليها باعتبارها خيالا.
ربما لم تكن العلاقة التي أقمتها هذا الربيع مع السيد كرايدرمان - في رأسي، وأمام ماريبيث - بتلك الأهمية في حياتي، لكنها كانت تجعلني منشغلة دوما. لم يعد ثمة أي شعور بالتبعية والملل، عندما نكون أنا وماريبيث معا. كان علي أن أظل أرتب وأغير ترتيب الأمور، ثم أضعها في مكانها من خلال شذرات المعلومات التي اخترت أن أصرح بها. أقمت العلاقة لكنني لم أخبرها، وكنت سعيدة بعد ذلك؛ لأنني قررت ألا أكمل العلاقة. لم أستطع أن أتخيل على نحو ملائم ترتيب الخطوات أو ماذا سيقال لاحقا. لم أمانع قط في الكذب. بمجرد أن جربت الكذب - من خلال التفوه باسم السيد كرايدرمان - صار الكذب مريحا بالنسبة لي على نحو مدهش.
لم يقتصر الأمر فقط على ما قلت، بل شمل هيئتي، مبالغتي في تجسيد ما كان يجري. قمت ببعض الأشياء العكسية. لم أرتد ملابس ضيقة، وأضع مكياجا على وجهي، وأتظاهر بأنني امرأة شابة مغوية. بدلا من ذلك، صففت شعري في صورة ضفائر ملفوفة حول رأسي، ولم أضع أحمر شفاه أو أي طلاء على شفتي، وإن كنت قد وضعت بودرة بكثافة على وجهي حتى أبدو شاحبة. كنت أذهب إلى المدرسة في بلوزة فضفاضة من الكريب تملكها العمة إنا. قلت لماريبيث إن السيد كرايدرمان طلب مني أن أرتدي الملابس على هذا النحو وأن أضفر شعري. لم يستطع تحمل فكرة أن ينظر شخص آخر إلى شعري أو أن يرى تقسيمات صدري. كان يعاني من لوعة الحب. عانيت أنا أيضا. تظاهرت بالخضوع، تقمصت هيئة متأدبة. العواطف ليست مسألة هينة، كانت فحوى رسالتي إلى ماريبيث. يجب أن تتصور أن الذنب، والشك، والرغبة المحمومة هم رفاقي اليوميين.
وهكذا الحال بالنسبة للسيد كرايدرمان أيضا. في خيالي، كان يتجرأ أكثر. كان يلاطف، ويهمس، ثم يؤنب نفسه، يتأوه، ويزداد إخلاصا وقربا لي، ويقبل جفني.
ماذا عن السيد كرايدرمان في الحقيقة؟ هل جعلني كل هذا أرتجف عندما أسمعه عند الباب، أنتظر قدومه إلي، آمل في إشارة منه؟ على الإطلاق. عندما بدأ يلعب دوره في خيالي، خفتت صورته في الواقع. لم أعد آمل في حديث شائق معه، أو حتى إلى إيماءة في اتجاهي. في عقلي، كنت قد حسنت من شكله قليلا؛ منحته لونا أكثر نضارة، أزحت سخريته الخفيفة المعتادة للكشف عن رقة حزينة. كنت أتفادى النظر إليه عندما يكون حاضرا، لئلا أغير من هيئته الكاملة مرة أخرى.
نامعلوم صفحہ