قال إدجار في صوت مهدد: «سنبيعهما إلى الرجل الصيني لعمل طبق لحم قطط بالخضراوات.»
ثم سارا في طريقهما وسمعا الفتاة تدندن خلفهما: «لحم قطط بالخضراوات! لحم قطط بالخضراوات! تناولاه وستجدانه مقززا!» قرب المحطة، تقلصت أعداد هذه المجموعات من الأطفال، ثم اختفت. لا يتسكع الآن إلا صبية في الثانية عشرة أو الثالثة عشرة - بعض الصبية الذين كانوا يتسكعون حول حلبة التزلج - قرب المنصة، يلتقطون أعقاب السجائر، محاولين إشعالها. كانوا يقلدون غطرسة البالغين، ولم يكن لأحد منهم أن يطرح أي أسئلة.
قال ناظر المحطة: «جئتما مبكرا أيها الصبيان عن وقت انطلاق القطار.» لن ينطلق القطار إلا في الساعة الثانية عشرة والنصف ، لكنهما كانا قد وقتا موعد رحيلهما وفق وقت ذهاب كالي للتسوق. «هل تعرفان إلى أين أنتما ذاهبان في المدينة؟ هل سينتظركما أحد هناك؟»
لم يكن سام مستعدا لهذا السؤال، لكن إدجار أجاب: «أختي.»
لم يكن لديه أخت. «هل تعيش أختك هناك؟ هل ستقيمان في منزلها؟»
قال إدجار: «في منزلها هي وزوجها ... هي متزوجة.»
توقع سام ما سيأتي بعد ذلك من أسئلة. «في أي أنحاء تورونتو يعيشان؟»
كان إدجار منطقيا. قال: «في الجزء الشمالي ... أليس لكل مدينة جزء شمالي؟» بدا ناظر المحطة شبه راض عن الإجابة. قال لهما: «احرصا على مالكما.»
جلسا على المقعد المواجه للسياج الموجود على الجانب الآخر من القضبان، ممسكين بتذكرتيهما وكيسيهما البنيين. كان سام يعد في رأسه مقدار المال الذي عليهما الحرص عليه. كان قد ذهب إلى تورونتو مرة مع أبيه عندما كان يبلغ عشرة أعوام. تذكر تعرضهما لحالة من الارتباك عند ركوبهما للترام. حاولا الركوب من الباب الخطأ، أو النزول من الباب الخطأ. صرخ الناس فيهما. تمتم أبوه قائلا إنهم ليسوا إلا مجموعة من الحمقى. شعر سام أن عليه الاستعداد لمواجهة كبيرة، ومحاولة توقع تداعيات ما هم مقبلون عليه بحيث لا تفاجئه. ثم جالت فكرة بخاطره كانت بمنزلة هدية من السماء. لم يعرف من أين جاءت تلك الفكرة. جمعية الشبان المسيحيين. يمكن أن يذهبا إلى جمعية الشبان المسيحيين ويمكثا هناك تلك الليلة. سيكون الوقت متأخرا فيما بعد الظهيرة عندما سيذهبان إلى هناك. سيتناولان شيئا أولا، ثم سيسألان عن الطريق إلى تلك الجمعية. وربما يسيران إليها.
أخبر إدجار عما سيفعلانه. «ثم غدا سنتجول في الأنحاء، ونتعرف على الشوارع، ونعثر على أرخص مكان يمكن أن نتناول الطعام فيه.»
نامعلوم صفحہ