طلبت الخالة بيرل ألا يناديها أحد بخالتي. «لست معتادة على أن أكون خالة أحد يا حبيبتي. لست حتى أما لأحد. أنا كما أنا. ناديني بيرل.»
كانت بيرل قد بدأت حياتها كاتبة اختزال، ثم صار لها عملها الخاص في مجال الكتابة على الآلة الكاتبة ومسك الحسابات، وكانت توظف لديها الكثير من الفتيات. كانت قد جاءت بصحبة صديق، اسمه السيد فلورنس. كان خطابها قد أشار إلى أنها ستأتي بصحبة أحد الأصدقاء، لكنها لم تذكر هل كان الصديق سيمكث أم لا. لم تذكر حتى هل كان الصديق رجلا أو امرأة.
كان السيد فلورنس سيمكث بمنزلنا. كان رجلا طويلا، نحيفا، وجهه طويل مائل إلى السمرة، عيناه لونهما فاتح جدا، وثمة ارتعاشة عصبية في جانب فمه ربما تكون ابتسامة.
كان هو من نام في الغرفة التي وضعنا أنا وأمي ورق حائط فيها؛ لأنه كان الغريب، وكان رجلا فاضطرت بيرل إلى النوم معي. في البداية، كنا نظن السيد فلورنس فظا جدا؛ لأنه لم يكن معتادا على طريقة حديثنا ولم نكن نحن معتادين على طريقة حديثه. في صباح اليوم الأول، قال أبي للسيد فلورنس: «حسنا، آمل أن تكون قد نعمت ببعض النوم على ذلك الفراش القديم هناك؟» (كان فراش غرفة الضيوف رائعا، بغطاء من الريش .) كانت هذا الإشارة التي دفعت السيد فلورنس إلى القول بأنه لم ينم قط أفضل من ذلك من قبل.
ارتعش وجه السيد فلورنس كعادته، وقال: «نمت على ما هو أسوأ من ذلك.»
كان المكان المفضل لديه هو سيارته. كانت سيارته ماركة كرايسلر لونها أزرق أرجواني، واحدة من ضمن أولى السيارات التي أنتجت بعد الحرب. داخلها، كان غطاء التنجيد والأرضية وبطانة السقف والأبواب جميعها باللون الرمادي اللؤلئي. احتفظ السيد فلورنس بأسماء تلك الألوان في ذهنه، وكان يصحح من يقول «أزرق» أو «رمادي» فقط.
قالت بيرل ضاجة: «يبدو اللون لي مثل لون الفأر ... أقول له إنه مثل لون الفأر!»
كانت السيارة منتظرة إلى جانب المنزل، تحت أشجار الخرنوب. كان السيد فلورنس يجلس في الداخل والنوافذ مغلقة، يدخن، وسط الرائحة الفخمة للسيارة الجديدة.
قالت أمي: «أخشى أننا ليس لدينا الكثير لنقدمه حتى نرحب بصديقك.»
قالت بيرل: «لا تقلقي بشأنه.» كانت دائما ما تتحدث عن السيد فلورنس كما لو كان ثمة مزحة عنه لا يفهم معناها إلا هي. تساءلت بعد ذلك بكثير إذا كان يحتفظ بزجاجة خمر في التابلوه ويتناول رشفة من وقت إلى آخر حتى يظل في حالة معنوية مرتفعة. كان يعتمر قبعته طوال الوقت.
نامعلوم صفحہ