============================================================
الو ممشأ الظلم، وسبب ارتفاع الطمأنينة من عمار الأرض، ولا يتمكن المجتمع الاسلامي من إقامة شعائر الله في أرض الله، إلا بازالتهم، وكسر شوكتهم، الو مثل الكافر في المجتمع الإنساني كمثل عضو من أعضاء الإنسان مصاب بمرض، فإن امكن علاج هذا العضو بدهان مرهم، أو كيه نار، فلا يتجاوز إلى غيره، وإن الا خف تعدي المرض إلى سائر أعضائه فلا بد من إزالة ذلك العضو المصاب ال بالمرض حفاظا على سائر الأعضاء، مع أن في إزالته ألما شديدا للمريض، وهذا الفعل حسن، بل واجب ومتعين عند جميع العقلاء ولا أحد من البشر يقول: هذا تشدد في العلاج، أو قساوة في المعاملة، أو عدم الرحمة من الطبيب، وهكذا مكانة القتال في الإسلام، ومن ذمه، فيلزمه أن يذم ذلك العلاج.
الاو قال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البخاري رحمه الله: فالجهاد حسن اللعنى في غيره، إذ فيه قمع أعداء الله، ونصر أوليائه، وإعلاء كلمة الإسلام.
الاي حمل الكافر على تركه الكفر الذي هو أقبح الأشياء، والإقبال على ما هو أحسن الأشياء، فنفس القتال وإن كان فيه ذم الكفرة، ومدح الشهداء، إفساد هذه البنية الإنسانية، فقد تضمن إصلاحا وإحياء وإعلاء، فكان صلاحا باعتبار اعاقبته والأمور بعواقبها، كالحجامة، والفصد، والزراعة إفساد بصورتها لكن لما الت إلى الصلاح، جعلت إصلاحا باعتبار المال، ثم القتال شرع لدفع شر الكفرة عن أهل الإسلام، إذهم أعداء دين الله، فإن أمكن الدفع بدون القتال الا يتسارع إلى القتل، وإلا فحينئذ تقدم على القتال، انتهى(1).
هذا هو الجهاد في الإسلام، وهكذا فهمه المسلمون الأولون، وقاموا به احق القيام، ولم يكونوا يتنازعون فيما بينهم، هل الجهاد دفاعي أو هجومي.
الجهاد ليس هجوميا ولا دفاعيا: الا يجوز وصف الجهاد بالهجوم، ولا بالدفاع، لأنهما كلمتان مستوردتان من بل أعداء الإسلام، ومفهومهما يخالف مفهوم الجهاد، الهجوم في اللغة: الدخول اا على غيره بغتة على غفلة منه(2) (1) كتاب محاسن الإسلام: ص 71.
(2) انظر: المصباح: ص134.
صفحہ 23