============================================================
احى اندفع إلى تأليف هذا الكتاب، يحث به المسلمين على الجهاد في سبيل الله، لأنه أدرك أن سبب هذه الفتنة التي نزلت بالمسلمين هو تعطيلهم هذا الركن.
هذا وقد لازمه التفكير في هذا الأمر منذ أمد بعيد، مما يدل على شدة ااهتمامه بأمور الإسلام والمسلمين، شأن كل عظيم في قومه، كما يتضح من قوله ص 17: "وكنت قديما قد سألت بعض مشايخي الحفاظ النقاد، عن أفضل كتاب وضع في فضل الجهاد، فذكر أن أبسط ما صنف فيه الأوائل والأواخر، كتاب الحافظ بهاء الدين ابن عساكر فظللت نحو اثنتي عشرة سنة أتطلبه وأسأل ااعنه، وأتلهف على أن أقف على شيء منه، إلى أن وقع مفرقا في مجلدين في يدي.0" إلخ.
المبحث الثاني : حياته الثقافية: رفت ان ابن النحاس، رحمه الله، عاش في عصر المماليك، ولقد كانت حياة رسمية وحياة شعبية: لاوالحياة الرسمية: هي حياة السلاطين، والأمراء والجند في حركاتهم الاو اوامرهم ونواهيهم إلى غير ذلك، وهي الشق البارن الصاخب المدوي، من الا واحي حياة هذا الشعب وكانت الحكومات تدور رحى حياة الأمة حولها.
الاو السلاطين وإن عاشوا طبقة حاكمة مستبدة متعالية، كانوا مسلمين وغيرا اعلى الإسلام في جملتهم، والإسلام دين الشعب غالبا وقد بذلوا في سبيله وفي الا بيل حاية المسلمين ما بذلوا، وفتحوا المدارس والمساجد لنشر دين الله حتى كانت المذاهب الأربعة أهم الدروس المقررة في دور التعليم، وهذه كلها صنائع ن صنائع المعروف(1).
الاو من جراء هذا قد شهد هذا القرن بروز أعلام في الثقافة الإسلامية في ال تلف الميادين، وإن اسم كل واحد من هؤلاء الأعلام يحمل معاني كثيرة ويشير الى تفوق ونضج في ميدان الثقافة، فمن أئمة التفسير والحديث والفقه شيخ الإسلام ابن تيمية المتوفى سنة 728ه.
(1) انظر: عصر السلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي: 80/3/1/5- 81
صفحہ 13