ويريد أبو جعفر أن يعمل بالانتقام من أبي مسلم، فيشير إليه أحد نصحائه البعيدي النظر بالتريث حتى يعد للانتقام عدته. ويحذره من الاشتباك مع أبي مسلم في الطريق، والناس جنده وهم له أطوع وله أهيب، وليس مع أبي جعفر أحد . فيرى صواب رأي هذا الناصح فيأخذ به.
قالوا: فكان يتأخر ويتقدم أبو مسلم. (2) تمادي أبي مسلم في عدائه
فأبلغ أبا أيوب أني قد ارتبت بأبي مسلم منذ قدمت عليه.
إنه يأتيه الكتاب من أمير المؤمنين فيقرؤه ثم يلوي شدقه ويرمي بالكتاب إلى أبي نصر فيقرؤه ويضحكان استهزاء.
مسلم بن المغيرة
ولقد وجدت الوشايات مرتعا خصيبا، فقد حاول الواشون أن يتقربوا إلى هاتين القوتين بالتفرقة بينهما، وكان أبو مسلم يعرف حق المعرفة منعة جانبه وعجز أبي جعفر عن الانتقام منه.
وكان أبو جعفر يسترخص كل غال ويذلل كل عقبة في سبيل الانتقام، وكان يميل إلى سماع الاتهام، كما كان خصمه متوتر الأعصاب ثائر النفس متأهبا للانقضاض عليه ودك عرشه.
ولقد اعتز أبو مسلم بقوته أيما اعتزاز، فلم يكن يني عن عناد (أبي جعفر) ومكايدته، فإذا بعث إليه (أبو جعفر) رسولا يسأله عما أصاب من الأموال - بعد أن هزم عبد الله بن علي - غضب أبو مسلم وهم بقتل الرسول،
1
ولم يتركه إلا بعد شفاعة واعتذار بأنه رسول لا ذنب له؛ فيزداد قلق أبي جعفر وإصراره على قتل أبي مسلم.
نامعلوم صفحہ