ولم يكد يمر عليه عام حتى بعث إلى الحجاج برسالة يخلع بها طاعته ويقول فيها:
1
سلام على أهل طاعة الله وأوليائه الذين يحكمون بعدله ويوفون بعهده ويجاهدون في سبيله ويتورعون لذكره ولا يسفكون دما حراما، ولا يعطلون للرب أحكاما ...
إلى أن يقول:
إن الله أنهضني لمصاولتك وبعثني لمناضلتك حين تحيرت أمورك وتهتك ستورك فأصبحت عريان حيران مهينا لا توافق وفقا ولا ترافق رفقا ولا تلازم صدقا، أؤمل من الله الذي ألهمني ذلك أن يصيرك في حبالك وأن يجيء بك في القرن ويسحبك للذقن، وينصف منك من لم تنصفه من نفسك ويكون هلاكك بيد من اتهمته وعاديته، فلعمري لقد طال ما تطاولت وتمكنت ... إلخ.
وهكذا بدأت الحرب بين ابن الأشعث والحجاج.
ولقد حاول «سعيد بن جبير» أن يرد ابن الأشعث وأصحابه عن عزيمته الجريئة فلم يستطع، فقال لهم: «إن الخلع فيه الفتنة والفتنة فيها سفك الدماء واستباحة الحرم وذهاب الدين والدنيا.»
فقالوا له: «إنه الحجاج وقد فعل ما فعل!»
قالوا: «وما زالوا يذكرون له من مساوئ الحجاج حتى صار معهم وهو كاره.» •••
قالوا وبعث الحجاج «الغضبان الشيباني» ليأتيه بخبر «ابن الأشعث» فتوجه الغضبان إليه وأفضى إليه بسره، وقال له: تغد الحجاج قبل أن يتعشاك.
نامعلوم صفحہ