قرى بلد الروم على مرحلة، وحصن منصور حصن صغير فيه منبر وزروعه عذى، والحدث ومرعش هما مدينتان صغيرتان عامرتان، فيهما مياه وزروع وأشجار كثيرة، وهما ثغران؛ وأما زبطرة فإنها حصن كان من أقرب هذه الثغور إلى بلد الروم، خرّبه الروم؛ والهارونية من غربى جبل اللّكام فى بعض شعابه، وهى حصن صغير بناه هارون الرشيد فنسب إليه، واسكندرونة حصن على ساحل بحر الروم صغير به نخيل؛ وبيّاس مدينة صغيرة على شط بحر الروم، ذات نخل وزروع خصبة، والتّينات حصن على شط البحر أيضا، فيه مجمع لخشب الصنوبر، الذي ينقل إلى الشامات وإلى مصر والثغور؛ والكنيسة حصن فيه منبر، وهو ثغر فى معزل من شط البحر؛ والمثقّب حصن صغير بناه عمر بن عبد العزيز، به منبر ومصحف له؛ وعين زربة بلد يشبه مدن الغور، بها نخيل وهى خصبة واسعة الثمار والزروع والمرعى، وهى المدينة التى أراد وصيف الخادم أن يدخل بلد الروم منها، فأدركه المعتضد هناك، والمصّيصة مدينتان: إحداهما تسمى المصّيصة والأخرى كفربيّا على جانبى جيحان، وبينهما قنطرة حجارة حصينة جدا، على شرف من الأرض ينظر منها الجالس فى المسجد الجامع إلى قرب البحر نحو أربعة فراسخ، وجيحان يخرج من بلد الروم حتى ينتهى إلى المصّيصة ثم إلى رستاق يعرف بالملّون حتى يقع فى بحر الروم، وأذنة مدينة تكون مثل أحد جانبى المصيصة على نهر يسمى سيحان، وهى مدينة خصبة عامرة، وهى منقطعة على نهر سيحان فى غربى النهر، وسيحان هو دون جيحان فى الكبر، عليه قنطرة حجارة عجيبة البناء طويلة جدا، ويخرج هذا النهر من بلد الروم أيضا، وطرسوس مدينة كبيرة عليها سوران من حجارة، تشتمل على خيل «١» ورجال وعدّة، وهى فى غاية العمارة والخصب، وبينها وبين حدّ الروم جبال، هى الحاجز بين المسلمين والروم، ويقال إنه كان بها زهاء مائة ألف فارس- فيما يزعم أهلها، وليس من مدينة عظيمة من حد سجستان إلى كرمان وفارس والجبال وخوزستان وسائر العراق والحجاز واليمن والشامات ومصر إلا وبها لأهلها دار وأكثر، ينزلها أهلها إذا وردوها؛ وأولاس حصن على ساحل البحر، بها قوم متعبدون، وهى آخر ما على بحر الروم من العمارة للمسلمين.
وأمّا رقيم فإنّها مدينة بقرب البلقاء، وهى صغيرة منحوتة بيوتها كلها، وجدرانها من صخر كأنها حجر واحد، والبحيرة الميّتة «٢» من الغور بقرب زغر، وإنما تسمى الميّتة لأنه ليس فيها شىء من الحيوان لا سمك ولا غيره، وتقذف بشىء يسمى الحمّر، منه يلقّحون كروم فلسطين- كما يلقّح النخل بطلع الفحّال «٣» - منها، وبزغر بسر «٤» يقال له الانقلاء، لم أر بالعراق ولا بمكان أعذب ولا أحسن منظرا منه، كأن لونه الزعفران لا يغادر منه شيئا، ويكون أربعة منه شبرا، وديار قوم لوط هى أرض تسمى الأرض المقلوبة، وليس بها زرع
النص / 47