. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
_________
(١١/ ٩٩). وانظر الصحيحة (٤٨٠). وخالف الشيخ أبو إسحاق الحويني العلامة الألباني، فرجح رواية ابن بكير كما في "بذل الإحسان" (٢/ ٩٥)، وعلَّل ذلك بثلاثة أمور:
الأول: أن ابن بكير لا يقل عن ابن قتيبة في الليث، نظرًا لقول ابن عدي.
الثاني: أنه تابعه اثنان: عبد الله بن صالح كاتب الليث عد البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٤٧٨)؛ وأبو النضر هاشم بن القاسم عند ابن سلام في الطهور (٢٢١)، وأبو النضر ثقة، فهذه متابعة قوية تعضد رواية ابن بكير.
الثالث: أن أبا عبيد القاسم بن سلام يعتبر متابعًا لعبيد بن عبد الواحد.
قلت: ويعضد أيضًا رواية ابن بكير، أن الليث قد توبع عليها، تابعه عمرو بن الحارث عند البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٤٧٨). لكن ابن سلام، وعبيدًا قد خولفا أيضًا، خالفهما: سهل بن أبي سهل عند ابن ماجه (٣٨٧) فرواه عن ابن بكير عن الليث عن جعفر بن ربيعة عن بكر بن سوادة عن مسلم بن مخشي عن ابن الفراسيِّ مرفوعًا. وسهل قال فيه أبو حاتم: صدوق، وقال الذهبي: حافظ ثقة، لكن الظاهر أن روايته مرجوحة لمخالفته الجماعة، ولما حدث فيها أيضًا من الاضطراب، وراجع كلام الحافظ فيها في التلخيص (١/ ١١)، ويحتمل أن يكون الليث قد حدث به على الوجهين، ومهما كان فإسناد رواية ابن الفراسي هذا ضعيف للانقطاع والإرسال.
وقد خالف أيضًا محمد بن إسحاق: الليث، فرواه عن يزيد بن أبي حبيب عن الجلاح عن عبد الله بن سعيد المخزومي عن المغيرة عن أبيه عن أبي هريرة، أخرجه الدارمي في سننه (١/ ٣٠١) (٧٢٨) (ط. الريان)؛ وقد اضطرب فيه ابن إسحاق، وبلا ريب الليث أثبتُ منه، فروايته هي المحفوظة.
وعليه، فإنه قد سلم لنا متابعة الجلاح لصفوان، والجلاح قال فيه الدارقطني: لا بأس به، وقال ابن عبد البر: مصري تابعي ثقة.
فأصبح مدار الحديث على سعيد بن سلمة، وقد تكلم فيه ابن عبد البر وعبد الحق كما سبق، ووصفه أيضًا الشيخ تقي الدين في الإمام بالجهالة،
1 / 58