مصلحہ کبریٰ
المأساة الكبرى: رواية تشخيصية في الحرب الحاضرة
اصناف
وممن هذا أيضا؟
المستشار (للإمبراطور) :
هو من سفيرنا في رومه، ويقول: إن مساعي معتمدنا العالي للتوفيق بين إيطاليا والنمسا ذهبت سدى، وإن إيطاليا شهرت الحرب على النمسا.
الإمبراطور :
المشاكل تتراكم علينا من كل الجهات، وأنا لا أستغرب مسلك هذه الحليفة الخائنة، فهي منذ أوائل الحرب تكتم لنا العداء كأنها عالمة بمصيرها منا، وإذا كانت قد تأخرت إلى اليوم؛ فلكي تتم استعدادها، فصار يلزمنا أن نراقب حركات دول البلقان؛ لنمنعها من أن تتحرك معها ضدنا، وهذا لا يكون إلا بأن نجبنها بضرب روسيا ضربة قاضية، ولو أضعفنا مركزنا في الميدان الغربي؛ لأن انكسار روسيا قد يمنع هذه الدول أن تخرج من حيادها، وإذا خرجت لمصلحة الأعداء كان ذلك الطامة الكبرى على حليفتنا تركيا، إذ نفشل حينئذ فشلا تاما يجلب علينا شرا كبيرا في الخارج، وفي الداخل؛ لأني صرت أخشى فراغ صبر الأمة الألمانية بعد أن منيناها بنصر قريب، وبكل ما يتبع ذلك من الأحلام الجميلة، فلنعجل بإعطاء الأوامر لإرسال هذه النجدة إلى الميدان الشرقي، وبلغ الجرائد في الحال خبر إغراق الباخرة «لوزيتانيا»، ولتفهم الأمة أنا أوتينا بهذا العمل نصرا مبينا، وأوعز لها أن تزين وتقيم الأفراح، وامنح تلامذة المدارس بأمري عطلة يوم؛ ليفرحوا بهذا العيد الوطني العظيم (يخرج المستشار).
الإمبراطور (وحده) :
لقد طاش سهمي، وكأني فقدت كل آمالي، ولولا أن تكون الأمة الألمانية بنظامها الذي أدخلته عليها كالآلة العمياء لما أمنت على نفسي ثورتها اليوم، وقد بلوتها بكل البلايا، فإذا لم يبق في إمكاني أن أكون كنيرون فلأكونن كشمشون، ولأشربن الكأس حتى آخرها، وماذا يجديني انتصاري على الروس اليوم؟ وهم لو غلبوا غلبوا، وقاهرهم في بلادهم مقهور، فإذا طاردتهم لم أنل منهم بقدر ما ينالون مني، وأضعفت مركز جيوشي في الميدان الغربي كثيرا، وإذا ارتددت عنهم ارتدوا إلي، وارتدت دول البلقان إلى ممالأة خصومي، وخدمت بذلك غرض هؤلاء الإنكليز الذين هم ألد أعدائي، وهم أمنعهم علي اليوم، وكأن هذه الدولة الماكرة تسير مع سائر الدول الكبرى والصغرى ضدي كما سارت معهم ضد نابوليون الكبير حتى أوردته حتفه ولو بعد حروب طالت ربع قرن، وأنفقت فيها من المال ما جيشت به أوروبا كلها عليه، وهي الدولة التي لا تحسب للمال ولا للزمان حسابا ما دام المال يعود، وما دام الزمان يخدمها في إضعاف سواها أكثر منها، فكأني أحييت هذه الأمة من حيث أردت أن أسحقها، إنها لحرقة اليوم في قلبي تكاد تقتلني.
ولكن ماذا يجدي الاستسلام لليأس وخور النفس غير شماتة العدو، وغير إثارة أمتي علي؟ هذه الأمة التي غررت بها، وأفقدتها اليوم كل شيء بعد أن كانت قد نالت بنشاطها مقاما في العمران رفعها فوق الجميع، سر نجاح أمة الإنكليز أن رجالها يخدمون مصلحة الأمة على طول الزمان، فكأنهم ينسون أنفسهم وهم بذلك يعظمون، وأما أنا فقصدت مع ذلك أن أختصر هذا الزمان؛ لأخدم مصلحة نفسي بخدمة عنفواني في مطامعي أيضا فهوينا كلانا، فلو حذوت حذو أعدائي هؤلاء، ونسيت نفسي قليلا؛ لما بقي لأمتي مزاحم على سطح الغبراء، ولرفعني التاريخ بعد موتي فوق جميع عظماء الأرض. كلا أنا لم أهو بعد، ولئن هويت فلأكونن عظيما حتى في سقوطي، فلا أرجعن عن الحرب ما دمت قد خضتها، وما دام في ألمانيا نفس حية، ولأحالفن زبانية الجحيم ما دام حلفائي في السماء راق لهم أن يتخلوا عني.
الفصل الرابع
المنظر الأول (الإمبراطور في الميدان الغربي.)
نامعلوم صفحہ