والوجه العاشر من الفتنة: قوله عز وجل في الأعراف: { إن هي إلا فتنتك } . يقول إن هي إلا محنتك.
43- وسألت عن قول الله سبحانه: { فلا عدوان إلا على الظالمين }
. تقول لا سبيل إلا على الظالمين، وقلت: ما العدوان؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: العدوان على وجهين في القرآن:
فالوجه الأول: قوله سبحانه: { لا عدوان إلا على الظالمين } . يقول لا سبيل إلا على الظالمين.
والوجه الآخر: كقول موسى صلوات الله عليه في سورة القصص: { إلا الآجلين قضيت فلا عدوان علي } . يقول: فلا حجة علي.
44- وسالت ما الرد على من زعم أن القاتل لو لم يقتل المقتول
لمات في تلك الساعة بعينها؟
قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: لهذه المسألة جوابات كثيرة يجزي منها ما سنذكره إن شاء الله تعالى، فنقول: لو كان كل مقتول يقتل لو لم يتقل لمات في ذلك الوقت ولم يعض طرفة عين، لكان على قود قولكم إن من قصد إلى أنعام قوم من بقر وإبل وغنم فذبها عن آخرها أنه على نحو قولكم لا يجب عليه لوم ولا ذم ولا غرامة، بل يجب أن يشكر ويحمد ويحسن مكافأته والثناء عليه، لأنه لو لم يذبحها لماتت كلها على زعمكم، وكان أهلها لا ينتفعون بشيء منها لا بلحم ولا بجلة، وهذا القول خارج عن حكم الإسلام ومفارق لما جاء به محمد عليه السلام.
ومن الحجة على من قال انه لو لم يقتل لمات، وأن من قتل إنما قتل بأجله، وأنه لم يكن ليجوز ذلك الذي قتل فيه، لأن قتله موته الذي حكم الله به عليه.
فيقال لمن قال هذا القول: ما تقول فيمن يقتل رجلا هل يقتل به أم لا كان؟
صفحہ 24