مير فيها ففسقوا فيها } ؟ فقلت: ما مخرج ذلك في العدل؟أ قال أحمد بن يحيى عليهما السلام: هذا من الكلام الذي ذكرت لك أنه يضمر في لغة العرب، وإنما المعنى إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مير فيها بأمر فتركوه وفسقوا فيها، وهذا كثير من لغة العرب وفي كتاب الله عز وجل من هذا كثير أيضا.
ألا تسمع إلى قوله تعالى: { ولو أن قرءآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ثم أضمر فقال : بل لله الأمر جميعا } . والمعنى فيه لكان هذا القرآن، وإنما نزل عليهم بلسانهم الذي يعرفون ولا ينكرون.
ألا ترى إلى قول الشاعر:
وكيف تواصل من أصبحت ... أمانته كأني مرحب
يريد: كأمانة إني مرحب، فأضمر.
وقال آخر:
فإن المنية من يخشها ... فسوف يصادفها أينما
فأضمر، وإنما أراد أينما كان من الدنيا أدركته المنية فأضمر، وقد قال الله عز وجل: { والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض } . ثم أضمر، وفي الأرض اليهود والنصارى وعبدة الأوثان والدهرية وأصحاب النور والظلمة والزنادقة وعباد الله ده وغير ذلك، وإنما المعنى فيه ويستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين خاصة دون غيرهم، وتقول العرب أما والله يا فلان لو لا لعملت كيف يكون فيجزي ذلك، ويعلمون أنه من طريق الوعيد، فإنه لولا كذا لعلمت كيف يكون حالك، فافهم هذا الباب إن شاء الله.
42- وسألت عن قول الله تبارك وتعالى: { ونبلوكم بالشر والخير
فتنة } . فقلت: ما معنى هذا في العدل؟
صفحہ 21